Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 31/05/2013 Issue 14855  14855 الجمعة 21 رجب 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

أفاق اسلامية

تطوير العمل الدعوي
د. نهار بن عبدالرحمن العتيبي

رجوع

د. نهار بن عبدالرحمن العتيبي

العمل الدعوي شأنه شأن غيره من الأعمال يحتاج إلى التطوير والتقويم المستمر واستدراك ما قد يوجد من الأخطاء التي هي من طبيعة البشر، فإن العمل الذي لا يتطور مع مرور الزمن هو في الحقيقة عمل جامد لا يتناسب مع ما يجب طرحه من مشروعات دعوية مختلفة، وبما أن العمل الدعوي بطبيعته ذو طبيعة ثابتة في مضمونها ومصدرها إلهي فإن التطوير المطلوب لا يشمل المادة الدعوية التي هي أساس الخطاب الدعوي وهي الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك والبدع والأمر بطاعة الله تعالى والنهي عن معصيته، وذلك من خلال امتثال ما جاء عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- , فإن التطوير يشمل جانبين أساسيين :

الجانب الأول : هو الداعية الذي يعمل في الحقل الدعوي سواء كان ذلك من خلال تطوير الأسلوب الموجود لدى بعض الدعاة إلى الأسلوب الصحيح الذي يجب أن يكون عليه الداعية سواء كان من خلال الدعوة بالرفق واللين ومخاطبة المدعوين بخطاب سهل مفهوم، أو من خلال اختيار الوقت المناسب لمخاطبة المدعوين إضافة إلى اختيار الموضوع المناسب كذلك, واهتمام الداعية بتطوير نفسه من الناحية الإدارية فإن جهل الدعاة بأهمية العمل الإداري فضلاً عن الجهل بممارسة الإدارة هو سبب كبير في فشل العديد من المشاريع الدعوية أو إسناد تلك الأعمال إلى أشخاص يحسنون العمل الإداري لكن في الوقت نفسه يجهلون العمل الدعوي ولاسيما الشق الشرعي الذي هو أساس العمل الدعوي ولبّ ذلك العمل ولذلك رأينا على سبيل المثال من يدير العمل الدعوي وهو يحمل تخصصا غير شرعي كالمتخصصين في الصيدلة أو الرياضة أو الهندسة أو غيرها, وهؤلاء لا يلامون على ذلك لأنهم في الحقيقة قاموا بسدّ ذلك الفراغ الذي أوجده الداعية عندما لم يتعلم ويطور نفسه في المجال الإداري أو أنه أخذ الأمر بدون دراسة فاختلطت عليه الأمور ولم يدر ما ذا يفعل وأصبح مشروعه الدعوي بلا أهداف وبلا سياسة دعوية وبالتالي لا يمكن قياس نجاح ذلك المشروع من عدمه لعدم وجود أهداف واضحة يمكن من خلالها قياس النجاح عند تحقق تلك الأهداف.

ومن وجهة نظري أن نجاح أي مشروع دعوي مؤسسي أو على المستوى الفردي- وإن كان الوقت الحالي يحتم أن تكون المشاريع الدعوية مشاريع مؤسسية- هو :

1- أن يكون المشروع يمكن إنجازه بمعنى ألا يكون المشروع صعب التطبيق من ناحية الإمكانات أو واقع البلد الذي يمكن أن يطبق فيه كأن يكون ذلك البلد لا يسمح بمشاريع دعوية معينة إما لأنه بلد غير إسلامي أو لأي سبب آخر وهذا لا يمنع أن يكون هناك طرح لمواضيع يمكن المحاولة في تنفيذها فقد يجعل الله لها مخرجاً لكن الإشكال هو في طرح أفكار لمشاريع مستحيلة أو شبه مستحيلة وترك المشاريع الممكنة والمتيسرة وصرف الكثير من الجهد والمال على غير الممكن وترك الشيء الممكن وربما يصبح فيما بعد غير ممكن لفقد المال وذهاب الحماس.

2- رسم سياسة دعوية لذلك المشروع وأهداف محددة يمكن تحقيقها في مدة أو مدد محددة وهذا يساهم في معرفة نجاح المشروع من عدمه كما يساعد وبشكل كبير في تعديل ما قد يحتاج إلى تعديل في البرنامج أو البرامج المنفذة في السياسة الدعوية ( الإستراتيجية ) وهذا بدوره يقضي على العشوائية ويكون العمل الدعوي منظما ولا يتأثر بغياب شخص لسبب أو لآخر.

الجانب الثاني هو : طبيعة المشروع الدعوي نفسه فإن المشاريع الدعوية على الشبكة العنكبوتية تختلف من حيث حاجته للتطوير عن المشاريع الدعوية الأخرى كمشاريع الدعوة من خلال إهداء كتاب أو شريط دعوي مثلاً , وإن كانت كل هذه المشاريع تحتاج إلى تطوير لكن المشاريع الدعوية التي تعرض من خلال الوسائل الإعلامية الحديثة تحتاج إلى تطوير مستمر وبشكل سريع وربما يصل أحياناً إلى التطوير شبه يومياً بينما المشاريع الأخرى يكون التطوير لها بشكل أقل سواء من حيث السرعة أو حجم التطوير ذاته. والمشاريع الدعوية بطبيعتها تحتاج إلى تطوير المحتوى سواء كان من ناحية إبراز المعلومات أو من نا حية الوصول إليها أو من ناحية توافر المعلومات وتنوعها, فإن الاهتمام بالمضمون هو في غاية الأهمية سواء كان ذلك المضمون باللغة العربية أو بغيرها من اللغات الأخرى خصوصاً بعد التطور الهائل في وسائل الإعلام المرئية التي أصبح الناس يرغبون في مشاهدتها ويستفيدون منها وتبرز أهميتها في أنها تجمع بين الصوت والصورة وتنقل حقيقة ما يتم الحديث عنه فيكون تأثيرها أكبر من الوسائل الدعوية الأخرى، وبالتالي يصبح التعامل مع تلك الوسائل بشكل احترافي بات من الأمور الملحة لتطوير العمل الدعوي ونقله من الطرح التقليدي إلى طرح مقبول لدى المدعوين.

- عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء - عضو الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب

رجوع

طباعة حفظ

للاتصال بنا الأرشيف الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة