Saturday 05/10/2013 Issue 14982 السبت 29 ذو الحجة 1434 العدد
05-10-2013

جازان الأرض والناس (1)

في الحفل الذي أقامته جامعة جازان الأسبوع الماضي بمناسبة اليوم الوطني اعتقدت وسط الأهازيج والأغنيات والأناشيد الوطنية أننا للتو اكتشفنا جازان المنطقة والناس وتعرفنا عليها, هذه ليست مبالغة لكنها حقيقة صادمة وبلا رتوش لأن جازان الجديدة أو جازان التنمية لها خط حضاري فاصل وهو زيارة الملك عبدالله -حفظه الله- لها عندما كان ولياً للعهد عام 1421هـ الموافق 2000م وعيادة المصابين من مرضى حمى الوادي المتصدع, ونتيجة لهذه الزيارة ضخت الأموال والمشروعات والإدارة الجديدة ووضعت المنطقة على خارطة مشروعات التنمية حتى أن الزيارة يؤرخ لها، ومن أبرز تلك المشروعات: المدينة الاقتصادية والمصفاة التي تديرها أرامكو، أما الأبرز فهي جامعة جازان عام 1426هـ والمدينة الجامعية.

للتو اكتشفنا جازان التي يبلغ سكانها أكثر من مليون و(365) ألف نسمة في تعداد 1431هـ- 2010م وهي الآن قاربت المليون والنصف مليون، وتشكل جيزان قاعدة المنطقة مع محافظاتها صبيا، أبو عريش وصامطة أكبر التجمعات السكانية بالمنطقة، وتغذيها بالسكان المحافظات الأخرى: الحرث وضمد، والريث، وبيش، وفرسان، والدائر، وأحد المسارحة، والعيدابي، والعارضة، والدرب. وأنا أذكر المحافظات لان جازان خلال السنوات القادمة ستتغير خارطتها السكانية والمدنية إذا استمرت على هذا الحماس من التنمية, جازان بالفعل تفوقت على نفسها بروح وحماس أبنائها وحبهم لبلادهم.

جازان الآن قد لا تشبه نفسها طوال تاريخها الحضاري الطويل لأنها بعد عام 2000م انتقلت من منطقة حدودية في ركن بلادنا الجنوبي الغربي, تغمرها سيول الأمطار, وتملحها مياه البحر الأحمر, وتعصف بها الغبرة الموسمية, وسكانها يعيشون على أنماطهم التقليدية والتراثية, انتقلت إلى منطقة للجذب الاقتصادي والتعليمي والسياحي، والأهم أنها المحرض التنموي وحقيقة هي المحرض والمحفز والدافع لمناطق المملكة المجاورة لها, والمناطق التي يصنفها التعليم العالي بالجامعات الناشئة, لأن جازان نفذت مشاريعها الاقتصادية والصناعية والجامعية أسرع من باقي مناطق المملكة التي وجه الملك عبدالله بإنشائها وتشغيلها - مشروعات المدن - التي بدأ إطلاقها بعد عام 1423هـ.

عندما تقف في المدينة الجامعية لجامعة جازان تشعر أنك وسط غابة من البنايات والعمائر التي يتوقع أن تصل إلى (24) كلية, ومجمع لإسكان أعضاء هيئة التدريس, ومجمع سكني للطلاب, ومستشفى, وفندق, هما تحت الإنشاء، إضافة إلى برج عال شارف على الانتهاء لإدارة الجامعة والعمادات المساندة، وهو أحد معالم المدينة بجمال معماره على شاطئ البحر, فجامعة جازان تعتبر أنموذجاً للمدن الجامعية السعودية التي أمر بها الملك عبدالله في حين بعض الجامعات لازالت غارقة بمشكلاتها الداخلية، والخلافات العتيدة مع المقاولين من تعثر ومماطلة, والسؤال: لماذا نجحت جامعة جازان في انجاز مشروعات مدينتها الجامعية وعمرها لا يتجاوز (8) سنوات رغم الميزانيات المتساوية والعادلة بين الجامعات مقابل تباطؤ الجامعات الأخرى في التنفيذ؟.

إذن هناك حقيقة حاضرة وبقوة عندما نقول إن جازان تفوقت على نفسها، وإنها المحرض التنموي للمناطق المجاورة وحتى البعيدة، وأيضاً فإن أهل جازان أعادوا اكتشاف أنفسهم. يتبع.

 
مقالات أخرى للكاتب