Saturday 05/10/2013 Issue 14982 السبت 29 ذو الحجة 1434 العدد
05-10-2013

فضائل النوم.. لا توص حريصاً!

لا أظن أن هناك ما يدعو إلى الاستشهاد بأي دراسات علمية عن فوائد نوم القيلولة لإغراء السعوديين بالنوم نهاراً بعد التهام وجبة غداء ثقيلة يعقبها كأس من اللبن كامل الدسم!

لكن الدراسات المتتابعة التي تُجرى في الغرب وتنشر صحفنا نتائجها بين الحين والآخر تكاد تُجْمِع على أن النوم في فترة القيلولة هو من العادات الطيبة التي تجدد نشاط الإنسان وتمنحه الطاقة الكافية لأداء أعماله بفاعلية وحيوية، بل إن هذه الدراسات تحث الأمهات على تعويد أطفالهن على النوم في فترة القيلولة، مع ما قد يسببه ذلك من تأخر في النوم مساءً!

الشيء الذي يجب التأكد منه هو هل أن الباحثين الذين يجرون هذه الدراسات في بلدانهم البعيدة الباردة يعرفون ما يجري في بيئة مثل بيئتنا السعودية والخليجية؟ فنحن، أساساً، ننام فترة الظهر سواء أكّدت الدراسات العلمية أن هذه العادة حميدة أو ذميمة وسواء أكانت صحيَّة أو جالبة للأمراض؛ بمعنى آخر ينطبق علينا المثل القائل: «لا توصي حريصاً»، فنحن ننام على أي حال ولا نحتاج إلى دراسات علمية كي تحدثنا عن فضائل النوم! فرغم أننا في النكات التي نهندسها ونصنعها ونوزعها محلياً نسخر من عادات بعض الشعوب العربية الشقيقة التي ندّعي أن أهلها يحبون النوم والتكاسل إلا أن واقع حالنا يدل على أننا نبزهم في هذه الصفات وقد نتفوَّق عليهم!

أما الأمر الآخر فهو أن نوم القيلولة عندنا يعني أن ننام بعد وجبة انتحارية عظمى تفيض بالدهون والسكريات وكل أنواع الطعام المتفجّر بالسعرات الحرارية. فإذا أضفنا إلى ذلك أن نسبة انتشار مرض السكري بين المواطنين تلامس الثلاثين بالمائة يصبح من الواضح أن نوم القيلولة يعني - ببساطة- أن الواحد منا يتحوّل إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة أثناء النوم وخصوصاً أولئك الذين يجمعون مع مرض السكر أمراض القلب والضغط والكوليسترول وبقية المتلازمات الشهيرة المزمنة التي يعرفها السعوديون حق المعرفة.

ولهذا يصبح السؤال الذي يهمنا معرفته كسعوديين يعيشون في بيئة وظروف غير تلك التي صدرت فيها تلك الدراسات هو: هل ما ينفع في أمريكا وبريطانيا وكندا وألمانيا ينفع عندنا؟! إنني أشك في ذلك، مع أننا انتقائيون في اعتناق ما يناسبنا من الآراء إذا وجدت هوى في نفوسنا وهو ما يفسر الشعبية الكبيرة لدينا لمثل هذه الدراسات التي تشجع على النوم!

أخيراً، أظن أن هذه الدراسات تتحدث عن غفوة لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة بالكثير وليس كما نفعل، حيث ينام الواحد منا - بالراحة!- لمدة ساعة أو ساعتين بعد وجبة غداء كارثية!

بعبارة أخرى: لا تطبّقوا نتائج هذه الدراسات فهي تصلح لأقوام غيركم ولبيئات غير بيئتكم؛ والله أعلم!

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

 
مقالات أخرى للكاتب