Tuesday 08/10/2013 Issue 14985 الثلاثاء 03 ذو الحجة 1434 العدد
08-10-2013

(تغافل أم تفاعل؟)

قالها نيوتن سابقاً: «لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوي له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه يعملان في نفس الخط». وإمكانية تطبيق نظرية نيوتن الحركية الثالثة واردة في كل مناحي الحياة، ولكن ردود الفعل ليست بالضرورة أن تتشكل بنفس هيئة الفعل. فإن أردنا تطبيق هذه النظرية على حالة غريبة جداً في وسطنا الرياضي لا نزال نشهد تفاصيلها بكل دهشة وترقب لما ستؤول إليه في نهايتها، فما علينا سوى ترقب كل جولة يفوز فيها الهلال. ففي هذا الموسم نشهد حالة احتقان مستمرة التعبئة، ويتم تغذيتها بلا كلل أو ملل تجاه نادي الهلال بتضخيم كل ما يتعلق به، وتمحيص كل ما يمسه، تارةً بوجه حق أو دون ذلك تارات أُخَر. فليس من المعقول أن ننتظر بعد كل جولة عنواناً لفصل من فصول مسرحية (كيف نقمع الهلال). فمن ملابس المدرب، الى دلال تحكيمي، الى تجاهل مراسل، إلى عكاز، إلى عنصرية .. الخ. ائتلافات غير معلنة، جعلت من المنظر العام للمنافسة هذا الموسم ساحة حرب بين الهلال و البقية. الغريب في هذا الموضوع هو طريقة تعاطي إدارة النادي مع المشهد ككل. صمت مطبق، احتار معه المناصرون قبل المنافسين. فرئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد صرح قبل بداية الموسم بأن ظهور الصوت الإعلامي متمثلاً بشخصه أو من يمثله سيكون غائباً إلا متى استدعت الحاجة الملحّة. فهل هذا التصريح نابع عن خبرة خمس سنوات في المنصب أم هي تجربة جديدة ترغب إدارة شبيه الريح بتطبيقها ولو لموسم واحد؟. الوقت كفيل بشرح الأسباب. ولنعد قليلاً إلى الوراء ونتعرف إلى طبيعة الهلال والهلاليين في التعاطي مع الإعلام ومدى نجاحهم فيها. ففي أسس وأعراف وتقاليد هذا الكيان، نجد أن الهلاليين دوماً في موقف الدفاع، بسبب كثرة المشككين الذين لم يقتنعوا بعدم جدوى هذا النياح المتواصل لسنين طوال. فإن حدثت حادثة لا دخل للهلال فيها، تجد الهلاليين مترقبين عن بعد، منتظرين للنتيجة ليكونوا ردة فعلٍ لا أكثر. العجيب أن هذا الهلال هو من يصنع الحدث في المستطيل الأخضر بنجاح لا يوجد له نظير. ويفشل تماماً في صنعه خارج الملعب (وإن زعم منافسوه عكس ذلك). فمنذ أن استلمت إدارة الهلال الحالية (وهي من تعنيني في هذا المقال)، انتهجت مبدأ الوضوح والصراحية مع الإعلام. في وسط يعج بالمؤامرات الإعلامية، والخطط الصحفية التي تنبع من الميول وليس من المهنية. فحاولت هذه الإدارة في عدة مواقف اتخاذ مواقف إعلامية صارمة، ولكنها كنيجة نهائية باءت بالفشل. فمقاطعة برنامج (.......) جعله مسرحاً للانتقاص والنيل من الهلال بلا خوف من مداخلة زرقاء. وإصدار بيان من مجلس إدارة النادي تجاه كاتب رياضي كان خطأً إعلامياً، لم يرجع حق الهلال ولم يردع الكاتب، فكان بكل بساطة هباءً منثوراً. والأمثلة كثيرة إن أردنا العودة إليها. إجمالاً، وكما قلت سابقاً، اللعبة الإعلامية ليست من اختصاص الهلاليين. ولذلك أشدّ على يد هذه الإدارة على صمتها (إعلامياً) مع تنبيهها بعدم التخاذل عن المطالبة بحقوق فريقها وانتزاعها انتزاعاً بعيداً عن الإعلام. فما يحدث الآن لا يمكن تمريره بأنه خزعبلات إعلامية لا تؤثر على الفريق أو مسيرته. فالتجييش الإعلامي ضد كل ما هو أزرق خلق منافسين مشحونين قبل وبعد مواجهة الهلال (إدارة ولاعبين وجماهير وحتى مدربين). فالحكام سيجدون أنفسهم (وبلا وعي أو تقصد) يهربون من تهمة محاباة الهلال. وكنتيجة ستسلب حقوقه على مرأى الجميع استناداً على مبدأ (إمنع الهلال حقه، تسلم)

كخلاصة للموضوع، اللعب على وتر دعم ودلال الهلال أصبح سافراً بشكل لم يسبق له مثيل، لذلك يجب على شبيه الريح أن يتخذ تدابير غير اعتيادية لينجو هو وفريقه من هذه الحرب الشعواء.

بقايا...

- (لن يستطيع أحد إغلاق فمي)!! لمن وجهت هذه الرسالة؟ وكيف مرت مرور الكرام؟ والمصيبة الكبرى أن كل هذا الاحتقان كان بسبب مطالبة ببطاقة صفراء للاعب في منتصف الملعب للاعب لم يكن يملك غيرها ليطرد. احتقان!

- في ست جولات فقط، أُلغي للهلال هدفان وحرم من 3 ضربات جزاء صحيحة، وتم التغاضي عن طرد أسامة المولد وموسورو ومدافع الرائد، ثم يقال الهلال هو المستفيد من التحكيم. احتقان!

- تجاوزات لفظية جماهيرية، تهديد للحكام داخل الملعب وخارجه، تحريض إعلامي سافر، ويتم مناقشة موضوع عكاز لمدة أسبوع. احتقان!

- يقول وليد الفراج: (خسر الهلال، فلم يتحدث أحد عن التحكيم). ألا تعلم يا أبا بدر أن كل هذا التجييش كان للوصول لهذه الخسارة فقط؟ احتقان!

- قناة الوطن، قناة كل الرياضيين، قناة كل الأندية، تنقل وقائع استقبال فريق واحد فقط أمام فريق صاعد وتتجاهل كل اللقاءات الكبيرة التي تستدعي تغطيات خاصة. احتقان؟ لا، بل إنه القلب (الريان) وما يهوى.

خاتمة...

(يـزيـد سفاهـة وأزيـد حلمـا .. كعودٌ زاده الإحراق طيبــا)

Twitter: @guss911

 
مقالات أخرى للكاتب