Thursday 10/10/2013 Issue 14987 الخميس 05 ذو الحجة 1434 العدد
10-10-2013

العنف في المدارس مسؤولية الوزارة!

تزداد بشكل ملحوظ وتيرة العنف في المدارس من الطلاب تجاه معلميهم والعكس، ويمكن رصد أن العنف اتخذ عدة أشكال وله مواسم، فعنف المعلمين يكاد ينحصر بشكل ملحوظ في المرحلة الابتدائية، ويأخذ أشكالاً مختلفة منها المادي والمعنوي، والمادي يمكن رصده بعد أن تظهر علاماته على أجساد الأطفال! أما المعنوي فيتكون من القسوة في التعامل وإطلاق الألفاظ الجارحة وهو نوع من الإرهاب النفسي، وهو أشد أنواع العنف الذي يمكن أن يتلقاه طفل لا حول له ولا قوة، وأحياناً يمنعه الخوف حتى من ابلاغ والديه! بينما عنف الطلاب تجاه المعلمين فيأخذ عدة أشكال بدءا بالكتابة على جدران دورات المياه أو تخريب السيارات إلى الأعتداء الجسدي بما في ذلك استخدام الأسلحة وكان آخرها ذلك الحادث المؤسف وتلك الجريمة التي أودت بحياة معلم في جيزان، والعنف يزداد في موسم الامتحانات وخاصة من قبل طلاب المرحلة الثانوية!

شاهدت قبل فترة تقريرا مصورا على اليوتيوب ابرز مدى الفجوة بين الطلاب والمعلمين، فكانت تهديدات الطلاب واضحة وتوعداتهم للمعلم الذي لايرتضون اسلوبه معهم في غاية الخطورة! وأستغرب كيف لطالب يستبق الأحداث ويتوعد ويهدد معلميه باستخدام العنف فيسمح له النظام التعليمي بأن يبقى الى جانب طالب يريد ان يتعلم في بيئة مدرسية متحضرة تسودها القوانين واللوائح الواضحة والصارمة، وتوضح حقوق وواجبات كل طرف! بعض الطلاب الذين يتخذون من المدارس أماكن لتزجية الوقت وممارسة البلطجة! كان من المفترض السعي لإصلاحهم وإن تعذر ذلك فيتم إرسالهم لإصلاحيات خاصة، بدل أن يفسدوا المدارس ويجعلوا منها مرتعاً للرعب والخوف والعنف بما يحملونه من أسلحة يتفاخرون بحملها أو حتى سلوكيات وألفاظ تسمم الجو العام في المدرسة!

في المقابل بعض (المدرسين) ولن أقول المعلمين قد اخطأوا العنوان فمكانهم ليس المدرسة وكان من الممكن ان يكونوا موظفين في أي إدارة حكومية! فرسالة التعليم السامية لا تخصهم وليس لهم فيها ناقة ولاجمل ولا حتى أرنب، مما يجعل مثل أولئك المدرسين عالة على المنظومة التعليمية وسبباً في استثارة الطلاب بل وجعلهم يمارسون العنف بسبب ما يلاقونه من سلوكيات أو الفاظ تفجر لدى بعضهم طاقة العنف الكامنة! وإنه لمن الخطأ أن يبقى التعليم هدفاً للباحثين عن الوظيفة والراتب الأعلى والاجازات الأكثر بغض النظر عن مؤهلاتهم التربوية واخضاعهم لدورات مكثفة في التعامل مع الطلاب وحفظ السياسة التعليمية وأهداف التعليم عن (ظهر قلب) وتعلم شيئاً من علم النفس والاجتماع والتربية! فالمعاملة غير التربويه تفرز طلاباً (معقدين) يملؤهم الخوف من المعلم والمدرسة ولا يستطيعون أن يعبروا عن آرائهم! وليس بمستبعد أن يستعملوا العنف مع معلميهم ومع آبائهم ومجتمعهم عندما يكبرون. إني أتمنى من معالي الوزير أن يشكل لجنة مهمتها الوحيدة رصد مظاهر العنف بجميع اشكاله وتحليل أسبابه واتخاذ الإجراءات المناسبة، وأن تضع اللجنة هواتفها في مكان بارز في كل مدرسة ليتواصل الطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية مع هذه اللجنة ولمعرفة منسوب العنف الذي أخفى ملامح شخصيات بعض الطلاب ووصل ببعضهم إلى أن يكرهوا العلم والمدرسة و(المدرسين)!

alhoshanei@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب