Thursday 10/10/2013 Issue 14987 الخميس 05 ذو الحجة 1434 العدد
10-10-2013

الهمّة

حثّ الدين الإسلامي الحنيف والعادات الاجتماعية الأصيلة على كل ما يرفع رأس الأجيال عالياً، ومما يُجسِّد -على سبيل المثال لا الحصر ذلك- (الهمّة)، وتزخر نماذج الشعر فصيحه وشعبيه.. بالشواهد المتعددة في هذا الشأن، من ذلك قول الشاعر أحمد شوقي:

وما نَيْلُ المْطالِبِ بالتّمنِّي

ولكنْ تُؤْخذُ الدُّنيا غِلاَبَا

ومن تفرعات محاصيل هذه الصفة أنها تصنع من - ذات - الشخص بدايةً حقيقية لمجد على نقيض من اكتفى بالعيش على بقايا أمجاد - رفات غيره - يقول الشاعر المتنبي:

لاَ بِقَومي شَرُفْتُ بَلْ شَرُفُوا بِي

وَبِجدِّي فَخَرْتُ لاَ بِجُدُودِي

ويقول الشاعر الشعبي محمد بن ناصر السياري - رحمه الله -:

ترى كل طيرٍ صيدته قدر هِمِّته

الحرّ حرٍّ والغراب غْرابْ

ولولا تفاوت - الهِمَمْ - لَماَ كان هذا - التمايز - للبعض على الآخرين في الحديث عن جانب إنجازاتهم على - كل الصُعد - المتعارف عليها في المجتمعات باختلاف (الزمان، والمكان) يقول الشاعر سليمان بن شريم - رحمه الله - مُشيداً بمن يَجْتاز كل العراقيل التي يراها (المُتخَاذِل) ولا يراها (الطموح):

(المرجله) بنتٍ هنوفٍ ستيره

كل يبيها مار من دونها كود

كما أن الهمَّة هي التي ترتقي بالنفس عن - المذلّة - والتنازلات في غير محلها التي لا تقبلها نفس - العصامي - الأبيّة:

يقول الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري - رحمه الله -:

يرضى المذلَّه من تردَّت هقاويه

والذل يجفل منه قلب العصَامي

والعبد له ربٍّ عن الناس يغنيه

ولولاه ماصاب الهدف كل رامي

وقفة:

للشيخ راكان بن حثلين - رحمه الله -:

مَا قَل دَلّ وْزِبْدةَ الْهَرْج نَيْشَانْ

وَالْهَرْج يكْفِي صَامْلِه عن كثِيرِه

abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب