Saturday 12/10/2013 Issue 14989 السبت 07 ذو الحجة 1434 العدد
12-10-2013

أين ذهب إخلاص اللاعبين؟

كلنا كنا نحب لعب الكرة صغاراً، ونكون الفرق ونتحدى الحارات المجاورة لنا ونفرح عندما نفوز ونتألم عندما نخسر، وكانت الملاعب ترابية والغبار حولنا ونحن نلعب وأحيانأً نرش الملعب بالمياه حتى لا يتطاير الغبار وكان هناك دوري يقام بين الحارات ويتزعم أحد كبار الشباب الرئاسة بحيث يتولى رئاسة فريق الحارة ويصرف عليه من جيبه الخاص من ملابس وأحذية وكور.

ولما كبرنا قليلاً انضم معظمنا إلى بعض الأندية التي تعتبر في ذلك الوقت في ا لتصنيف إلى الدرجة الثانية والبعض الآخر انضم إلى فئة الأشبال في أندية الدرجة الأولى، وأنا من الأشخاص الذين خاضوا التجربة وانضموا إلى نادي الهلال في حدود عام 87 أو 88هـ ولم أستمر إلا لعدة أشهر لظروفي الدراسية وكان مقر النادي شارع الظهيرة بالرياض عبارة عن عمارة صغيرة مكونة من دورين وعندما يحين موعد التدريب كنا نركب في ونيت فورد مجموعة من اللاعبين لينقلنا من مقر النادي إلى الملعب وكان مكانه جنوب ملعب الصائغ الحالي وهو ملعب ترابي.

وكنا اللاعب يلعب من أجل اللعب ورفع سمعة النادي وهذا هو همه بالدرجة الأولى ولم تكن هناك مغريات سوى أشياء بسيطة مثل منح دراجة نارية (دباب) لمن يبرز في الملعب من الشباب، وكان هذا التفاني في اللعب والإخلاص في التدريب والمحاولات الجادة لتسجيل الأهداف والدفاع عن المرمى كلها من أجل كرة القدم والبروز فيها فقط والقليل منا من كان يحاول البروز من أجل الحصول على الدباب، وكان ضمن الزملاء في ذلك الوقت الأخ عبدالله بن عمر وأخيه رحمه الله ومحمد بن عبدالواحد - رحمه الله - والكبش وحميد جمعان والد اللاعب عبدالله الجمعان وأبو حطبة وسلطان مناحي شفاه الله وآخرين لا تحضرني أسماؤهم.

وكان المدربون أغلبهم من الإخوة السودانيين معظمهم يعمل صباحاً ويدرب في فترة بعد الظهر ولم تكن الفنيات الحالية موجودة وكان النادي مجرد مقر صغير والملابس ليست كلها من نفس اللون.

أما الآن بعد أن أصبح لكرة القدم تلك الشهرة الواسعة على المستوى الإقليمي والمستوى العالمي وأصبح عقد اللاعب يشتري ويباع بعشرات الملايين من الريالات والمدربون يأتون من البرازيل بمرتبات تصل إلى الملايين لم يعد اللاعب يلعب من اجل كرة القدم أو من أجل الرياضة في حد ذاتها، وإنما أصبح اللاعب يلعب للشهرة ولكي ينتقل من ناديه إلى ناد آخر بعشرات الملايين من الريالات الآن بعد أن أصبح لكل ناد مقر وملاعب مزروعة بالنجيل وللنادي عدة فرق على مستوى الاحتراف من الكبار والشباب على مستوى التدريب من النشء والصغار، وأصبح اللعب من أجل الظهور والشهرة والمال، وليس من أجل اللعب الجميل والمهارة الفنية في لعب كرة القدم ورفع اسم النادي عالياً.

أصبح بعض اللاعبين ينظر إلى المكاسب المادية وإلى الفائدة التي ستعود عليه إذا دافع عن المرمى فصد هدفاً أو هاجم المرمى الآخر فأحرز هدفاً.

والملابس الرياضية أصبحت على أعلى مستوى ومن قبل شركات متخصصة في هذه الملابس وكذلك الأحذية فأين الإخلاص لكرة القدم الذي كان موجوداً في الأيام الخوالي، وهل إخلاص اللاعبين الآن لناديهم كما كان في السابق أم لمن يدفع أكثر من النوادي الأخرى؟ وهل الإصابات في الملاعب حقيقية أم للضغط على إدارة النادي لكي تدفع أكثر إنها أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات قد يجيب علييها بعض اللاعبين القدماء الموجودين حالياً، والله من وراء القصد.

- عضو هيئة الصحفيين السعوديين

 
مقالات أخرى للكاتب