Sunday 13/10/2013 Issue 14990 الأحد 08 ذو الحجة 1434 العدد

التعالي والسلوك المرفوض

سليمان بن علي النهابي

يتعلم الإنسان ومنذ نعومة أظفاره مفاهيم اجتماعية.. وسلوكيات إنسانية تحدد مسار شخصيته وتترك انطباعا عنها ويتفاوت هذا الانطباع حسب ظهور السلوكيات عن تلك الشخصية فقد تعرفت على رجل من رجال الأعمال وقد وهبه الله مالا وفيرا وعقارات وأملاك لكن أمواله الوفيرة ونفوذه الاجتماعي والاقتصادي لم تغير من سلوكه الطيب شيئا ولم تكن في يوم من الأيام عقبة أمام الناس فلم يكن متعاليا عليهم. ولا متكبرا على المجتمع. ولا فوقيا ينبذ الناس ويبتعد عنهم. بل إنه كان على النقيض من ذلك كله فهو يتحدث مع البسطاء.. ويحادث العامة والخاصة كل بمقداره وشخصيته، إنه ينبذ الكبرياء والتعالي.. ويكره أن يكون فوقيا يتحدث بغطرسة. وهو بصفاته هذه يناقض كثيرا من الشخصيات التي اتخذت من التعالي سلوكا.. ومن التكبر على الناس منهجا.. ومن الغرور والفوقية مبادئ تسيطر على حركاتهم وسكناتهم لكني ألحظ اليوم على الشباب الصغار توجههم للتعالي نتيجة تربية خاطئة أو سوء توجيه منا نحن الآباء والتربويون, ولو أننا وجهناهم منذ الصغر إلى سلوك التواضع وعلمناهم أن للتواضع قيمة لا تنكر في حياة الناس والمجتمع لكان الأبناء أفضل لهم من التوجه إلى طريق التعالي والغطرسة, إن للتعالي والكبر والغرور والفوقية ورفع الأنوف على الناس وحب التسلط سلبيات كثيرة وانعكاست خطيرة قد تضر بأصحابها والمتعاملين معها وفيها يقول الباري جلت قدرته [ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا], يقول لي صاحبي في حديث جانبي وقد التقينا في إحدى المناسبات الاجتماعية إنه كان على علاقة طيبة مع أحد الأشخاص وقد مضت بهم السنون في أجواء تلك العلاقة الجميلة لكن مفاجآت الأيام حملت معها ما لم يتوقعه صاحبي فقد نزلت على رفيقه ثروة طائلة منعته من التواصل مع رفيق دربه في السراء والضراء, وليت الأمر توقف عند الانشغال عن رفيقه بالثروة بل تجاوز به الأمر إلى أبعد من ذلك فقد تصادفا في أمكنة كثيرة لكن المال والثروة غيرت سلوك صاحبه وأصبح لا يعيره اهتماما ولا يلقي عليه حتى التحية الإسلامية.. لقد أغراه المال للتكبر على صاحبه بل إنه زاد على ذلك باحتقاره وازدرائه وهو أشنع أنواع التكبر الذي يخالطه الاحتقار..

أيها الآباء والمربون: لاحظوا الأبناء وعلموهم البعد عن التعالي والتكير واحتقار الناس وربوهم على التواضع فإنه من شيم الكرام والله الموفق.

- عنيزة