Monday 14/10/2013 Issue 14991 الأثنين 09 ذو الحجة 1434 العدد
14-10-2013

قطع أكف رابعة العدوية

ليس جديدًا على المملكة العربيَّة السعوديَّة والأجهزة المكلفة بالإشراف على إدارة عمليات الحجِّ، أن يرافق أداء هذه الشعيرة المقدسة، الركن الخامس في الإسلام حروبًا وفوضى سياسيَّة في الدول المجاورة. فقد اعتدنا على مثل هذه الأجواء وقامت الأجهزة المعنية بواجبها خير قيام، كما أن لتعاون ضيوف الرحمن أثرًا طيبًا وكبيرًا في مرور المناسبة بهدوء وطمأنينة والتفرغ لأداء الفريضة دون الانشغال بقضايا خارج نطاق العبادة، وبالذات القضايا السياسيَّة، التي لا وجود لها ولا مكان لها في المشاعر المقدسة.

الاضطرابات السياسيَّة والحروب التي شهدتها المنطقة والتناحر الطائفي المستعر في أكثر من قطر عربي جميعها تقف خارج حدود المملكة وكل من يقدم للمملكة يعرف أنّه لا يجوز الانشغال أثناء القدوم لتأدية فريضة الحجِّ بأي شيء غير التفرغ للعبادة الحقَّة، العبادة لله وحده وألا يشرك في عبادته هذه نظامًا أو رئيسًا أو مرشدًا.

كل هذا موضحٌ ومبلغٌ لبعثات الحجِّ العربيَّة والإسلاميَّة وهناك تعهدات من جميع الدول بالالتزام بالتَّعليمات التي اتخذت من أجل سلامة ضيوف الرحمن وتأمين تأديتهم لفريضتهم، التي خططوا لها منذ أعوام وقد لا يتمكنون من تأديتها مرة أخرى، ولهذا من الظُّلم والتعسف أن تأتي جماعة أو حزب وحتى دولة لتستغل هذه المناسبة المقدسة وتعكر على ضيوف الرحمن وتحبط جهودهم وآمالهم في تأدية الركن الخامس.

ولهذا فقد استقبل المواطنون وكثيرٌ ممن قدَّموا لأداء فريضة الحجِّ الدعوات التي نشرها بعض المحرضين من اتباع «رابعة العدوية» على وسائل الاتِّصال الإلكتروني، والذين يطالبون مُؤيّديهم برفع «أكف رابعة» في يوم عرفة..!!

استقبلوا هذا الطلب المشبوه بكثير من الاشمئزاز والرفض وحتى الغضب، إِذْ يَرَى هؤلاء المسلمون أن نقل فوضى «رابعة العدوية» والصراع السياسي إلى أطهر بقاع العالم خروجٌ عن التعاليم الإسلاميَّة واستجابة لطواغيت السياسة وبعدٌ عن العبادة الواحدة لله وإشراك تجار السياسة مع الخالق وأنَّ الاستجابة إلى هذه الدعوات المشبوهة نوعٌ من الشرك فرفع أكف «رابعة» فوق جبل عرفات كأنه تقليدٌ للمشركين في رفع نصبهم، وإعادة لأساليب الجاهلية في استعارة شعارات تفرَّق ولا تجمع، وأن كل من يقدم على رفع أكف «رابعة» أو غيرها من الشعارات السياسيَّة خروج عن التعاليم الإسلاميَّة وإشراك أكبر في تمجيد جماعات وأشخاص وإشراكهم والتبجيل مع الخالق الذي يجب أن تكون العبادة له وحده، ولهذا فإنَّ كل من يقدم على هذا الفعل المشين يُعدُّ بحكم الشرع مشركًا وكافرًا، وهو ما يجب أن يفهمه كل من خضع للتدليس والغشِّ والخداع من دعاة هؤلاء الخارجين على الشريعة.

jaser@al-jazirah.com.sa

 
مقالات أخرى للكاتب