Tuesday 15/10/2013 Issue 14992 الثلاثاء 10 ذو الحجة 1434 العدد
15-10-2013

المظلة في الحج.. وتواضع الأمير

إن التواضع وخفة النفس ولين الجانب سمات جليلة تزيد من سمت الرجل وتضفي عليه الجمال والحضور وحب الناس، وقد جاء التوجيه الإلهي في القرآن الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (159) سورة آل عمران

. {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (44) سورة طه، وقال (صلى الله عليه وسلم): «من تواضع لله رفعه».

وفي جانب التشديد والعقوبة قال الله عز وجل: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ} (4) سورة القصص. وفي آية أخرى»: {إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} (37) سورة الإسراء.

وثبت عن خير البرية (صلى الله عليه وسلم) في الحديث القدسي في سياق النهي عن الكبر والاستعلاء أن الله عز وجل قال: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما عذبته..».

ومن هذه المنطلقات الإيمانية جاءت سلوكيات من حباه الله بكرم النفس ومهابة الحضور في تحركاته وسكناته، وكل ما يصدر منه، فهناك من جمع علو المقام وصدق المقال وصالح العمل، وهي سجلات تحفظ للتأريخ لتنير طريق الأجيال لتشهد طيب أفعال الرجال... وقد لفت نظري ما قام به الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية في جولته لمخيمات الدعم الأمني للحج في مكة المكرمة، وقد صادف هطول زخات من المطر، واحتراما للأمير ومقامه، بادر أحد رجال الأمن البواسل بنفس رضية بواجبه تقديراً لجناب المقام بوضع المظلة لدرء المطر، وسرعان ما أبعد الأمير المظلة بكل عفوية وبساطة وأكمل جولته تحت زخات المطر المباركة.

وفي هذا اتباع لفعل الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند سقوط المطر..

فهنيئاً لك جم التواضع، وهذا الفعل لا يستغرب منك يا شبل النايف «رحمه الله» وجميع موتانا، وهذا منهاج هذه البلاد الطاهرة أرض التوحيد بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، حفظها الله وأدام عزها وجميع بلاد المسلمين..

ووفق ولاتها لرضاك،

اللهم من أرادنا ولحمتنا بسوء فاكشف ستره واجعل كيده في نحره..

أحببتهم فأحبوك، ولجميل فعلك نحن أحببناك.

sh1ksa@yahoo.com

 
مقالات أخرى للكاتب