Saturday 19/10/2013 Issue 14996 السبت 14 ذو الحجة 1434 العدد
19-10-2013

منتجات

زرت مؤخرًا معرض «منتجون» الذي أقيم قبل أيام في الرياض، أبهجني كثيراً ما تم تقديمه من مُنتَجات متميزة في كافة المجالات، ولكن ما أثلج صدري فعلاً رؤيتي لطالباتي الخريجات من قسم التربية الفنية منذ أعوام، وقد أسسن مشروعات تجارية غاية في التميز والدقة والإتقان والذوق الرفيع، فتيات لم تكسرهن عقدة الوظيفة الحكومية ولم تقيدهن أفكار اجتماعية بالية لم يعد لها مكان في وقتنا المعاصر، مجموعة تميزت إلى جانب أعمالها الجميلة بقدرة على التسويق عالية فلم تنقطع عن عيني رؤية إبداعاتهن بنهاية المعرض بل كان لكل منهن موقع على الإنترنت وحساب على تويتر و الإنستجرام، كما ضم المعرض منتجات في فنون شتى كالأورجامي مثلاً، أو الرسم على البورسلين، كذلك الإكسسوارات وملصقات الحوائط وغيرها الكثير، إلى جانب الحرف التراثية التي تمارسها سيدات ورثنها عن أمهاتهن وأجدادهن، إنهن يستحققن وبكل جدارة التقدير والامتنان لحفظ هذا الموروث.

المعرض شمل جميع الفئات من الفتيات والسيدات بكافة الأعمار وكافة المستويات التعليمية مما يعكس الجدية لدى المواطنة السعودية في مجال الصناعة الإنتاج في حين مازال الكثير من أفراد المجتمع يحارب استقلالها مادياً أو يحارب حضورها تجارياً وصناعياً كامتداد لمحاربته حضورها اجتماعياً وثقافياً، كان من المفترض أن يطلق على هذا المعرض «مُنتجات» وليس «منتجون» لأنه بحق معرضهن وإنتاجهن وإبداعهن، هنا أتساءل ماذا لو كان المعرض مخصصاً لمشروعات الرجال والشباب هل ستكون بنفس الكم والكيف، مع الاعتراف باختلاف طبيعة الأعمال بين الجنسين، أعتقد بأن خطوة المعرض كانت رائعة ولكن ماذا بعده وما هي الأولويات التي تحتاج إليها الأسر المنتجة في المملكة لتأسيس مشروعات تحقق لهم الاكتفاء الذاتي إلى جانب سد الاحتياج من هذه النوعية من المنتجات المطلوبة في المجتمع.

hanan.hazza@yahoo.com

 
مقالات أخرى للكاتب