Saturday 19/10/2013 Issue 14996 السبت 14 ذو الحجة 1434 العدد

العبدان.. في ذمة الرحيم المنان

العبدان.. في ذمة الرحيم المنان

اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس.. وأمطر على قبره شآبيب رحمتك. واجعل قبره روضة من رياض الجنة.

بهذه الدعوات المخلصة الصادقة أرفع بها إلى الله جل شأنه وتقدست أسماؤه. إلى كل من واراه التراب. وأصبح بين بيدي رب العباد.. الذي خلق الإنسان من تراب.. وصير مآله إلى التراب..

لم أكن أعلم إلا عندما فاجأني أحد الأصدقاء بخبر وفاة والد الجميع/ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العبدان (أبوفهد) ولكن ما الحيلة وربنا أراد له ولمن على وجه الأرض من مخلوقات متنوعة الصفات بتنفيذ أمره حينما قال (كل نفس ذائقة الموت). ويعتبر (أبوفهد) رحمه الله بمثابة والد الجميع لكل من عرفه فهو كبير الأسرة.

ودائم الابتسامة لمن يلتقي به.. يُقدره الكبير والصغير. بقدر ما هو كذلك.. وقد جبله الله على حب التواضع للجميع مهما كانت منزلته.. كنت أزوره في منزله عندما كان في كمال صحته وعافيته تقديراً واحتراماً له فيستفسر مني عن أسرتي وعن أبنائي وخصوصا المريض منهم. وأستشف منه إرشاداً وتوجيها.. ودعاءا.

نعم.. كل نفس ذائقة الموت وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.. ولهذا فمهما بلغ الإنسان من عمر مديد. ومال وفير. وصحة ونشاط يجوب بها أقطار المعمورة فلا بد له من الانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء. مخلفاً وراءه كل ملذات الحياة من رغد في العيش والاستئناس بالأهل والأولاد والأصحاب.. وهذه سنة الله في خلقه..

كان أبو فهد.. رحمه الله أخا فاضلاً وهبه الله الأخلاق الحسنة لا يضمر الحقد والحسد لأي شخص كان. يتجنب الكلام في عرض الغير ويحب المساعدة في الأمور التي تعود على الشخص بالخير.. تلقاه دائما بشوشا تعلو البسمة محياه لكل من لاقاه.

لقد رحل من هذه الدنيا بعد مرض الزمه الفراش وعانى منه ما عانى من التعب والإرهاق محتسبا الأجر من الله.. فليس لأي مخلوق يعيش على هذه الأرض إلا وسيأتي يومه الموعود وأجله المحدود الذي لا يتقدم عنه ولا يتأخر. تحقيقاً للأمر الإلهي {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.

إنني وعبر هذه الأسطر المتواضعة وبواسطة جريدتنا المفضلة «الجزيرة» أشاطر الأخ الأستاذ عبدالرحمن وإخوانه وأبناءه وبناته وكافة أسرة الفقيد الحزن والأسى على ما قدره الله وقضاه.. فالمصيبة عظيمة والخطب جلل. والأمر إليه سبحانه من قبل ومن بعد.

فعظم الله أجر الجميع.. وأحسن العزاء.. وجبر المصيبة {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.

إني أعزيكم لا أني على ثقة

من الحياة ولكن سنة الدين

فلا المعزي بباق بعد تعزيته

ولا المعزى ولو عاش إلى حين

وقيل....

وما الناس إلا سابق ثم لاحق

وآبق موت سوف يلحقه غدا

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه بمِنّه فسيح جنته وجمعنا وإياه وجميع أموات المسلمين بدار كرامته، وألهم الجميع الصبر والسلوان.. وصلى لله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

- عبدالعزيز بن عبدالله بن سليمان الحميد - الرياض