Saturday 19/10/2013 Issue 14996 السبت 14 ذو الحجة 1434 العدد
19-10-2013

حوادث محزنة على الطريق في العيد

مواسم الإجازات هي أيضاً مواسم الحوادث المرورية القاتلة التي تحصد أرواح أعداد كبيرة من الناس وتصيب أضعافهم بإعاقات قد تبقى مستديمة مدى الحياة فتغيِّر مسار حياتهم إلى الأبد.. المحزن أن بعض هذه الحوادث تقع على طرق جيدة مزدوجة حديثة ويكون سببها الرئيس هو السرعة الزائدة أو إهمال صيانة السيارة. وقد كنا في السابق نشكو من رداءة مستوى بعض الطرق قبل أن استكمال شبكة الطرق المزدوجة في معظم المناطق ذات الكثافة المرورية العالية، لكن الحوادث القاتلة لازالت تقع بوتيرة عالية.

جزء من المشكلة مرتبط بالثقافة الاجتماعية السائدة، مثل عدم الاهتمام بصيانة السيارة والتأكد من صلاحيتها قبل استخدامها في الرحلات الطويلة، لكنَّ هذا ليس كل ما في الأمر لأن الحوادث تقع حتى عندما تكون السيارة في حالة جيدة. وقد وجدت، من تجارب شخصية وتجارب لأشخاص آخرين، أن الطرق تفتقر أحياناً إلى أشياء بسيطة من حيث تكلفتها المالية ولكنها تتسبب في وقوع حوادث قد تكون كارثية في بعض الأحيان.

فهذه الطرق التي كلَّفتْ الدولة أموالاً طائلة وتم بناؤها على أحدث طراز هندسي في أماكن جبلية أو صحراوية وعرة قد ينقصها أحياناً مجرد لوحات إرشادية يمكن أن تنبه سائقي السيارات والمركبات فتنقذهم من وقوع الحوادث.. ويلاحظ هذا الأمر في الأماكن التي تشهد تحويلات بسبب الصيانة أو أعمال البناء والتطوير. فالسائق قد يجد نفسه فجأة أمام مفترق طرق لا يعرف أيها يسلك.. بل قد يجد نفسه أمام طريق غير سالك على الإطلاق، فيعود أدراجه ثم يجتهد ويحاول من جديد استنتاج ما يعتقد أنه هو الطريق الصحيح.

وقد ترتكب شركات صيانة الطرق السريعة ما هو أسوأ من ذلك بترك بعض معداتها على الطريق أو قفل جزء من الطريق بشكل مفاجيء وخطير، وهذا مؤسف ومحزن بكل ما يحمل من دلالات تشير إلى عدم الاهتمام بأرواح الناس.

من المؤكد أن هذه الأخطاء قد تقع من عمالة بسيطة تعمل في شركات صيانة الطرق، لكن النتيجة واحدة وهي كارثية في أحوال عديدة. ومثل هذه الأخطاء قد تدل على غياب الرقابة والمحاسبة.

لقد أحزنني، مثلما أحزن كثيرين، الحادث الذي وقع في العيد وقضى على أسرة كاملة ووفيات أخرى وإصابات في نفس الحادث. وأشارت بعض التغطيات الإعلامية للحادث إلى أنه كان نتيجة للسرعة وأخطاء أخرى تتعلق بالطريق نفسه.

بطبيعة الحال لا يمكن القضاء على الحوادث بالكامل مهما فعلت الجهات المسؤولة عن بناء وصيانة وأمن الطرق، لكنها دعوة لتضافر الجهود من أجل التقليل من حوادث الطرق التي تفتك بالناس، وخاصة في أوقات العُطل والإجازات.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

 
مقالات أخرى للكاتب