Sunday 20/10/2013 Issue 14997 الأحد 15 ذو الحجة 1434 العدد
20-10-2013

هكذا هي الدبلوماسية السعودية المتميزة

رسم شهيد القدس الملك فيصل، أُسس السياسة الخارجية السعودية وبتوجيه من مؤسِّس مملكتنا الغالية الملك عبدلعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، والتي اعتمدت الصدق والشفافية والجرأة مع الحق وحسن الجوار في علاقاتها بالدوائر الثلاث والتي تشكل المرتكز لهذه الاستراتيجية

للدبلوماسية السعودية سواءً كانت في المحيط العربي والإسلامي وأخيراً في علاقاتها الإقليمية والدولية وبشكل جعل خطابها السياسي مدعاة لاحترام المجتمع الدولي ومثله القرار الدبلوماسي السعودي.

وفي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقدمت الدبلوماسية السعودية في تبنِّيها كل القضايا العربية والإسلامية بدورها النشط في المجال الإقليمي والدولي، معتمدة على احترام الحقوق العربية ونصرة حق الشعوب العربية في الحياة الحرة الكريمة وبرز القرار السعودي بتأييد ثورة الشعب العربي السوري ونصرته لاستعادة حريته وحقوقه المسلوبة من الدكتاتور بشار وعصابته الطائفية في تأثيره الإقليمي وستبقى الدبلوماسية السعودية ممثلة للقرار الوطني المخلص للصوت العربي ومناصرته لثورة شعب سوريا حتى يتحقق النصر المؤزر لجيش سوريا الحر وإعادة بناء وتوحيد الأرض السورية تحت حكم عادل يحقق استقلال القرار الوطني السعودي وإنهاء حالة الوصاية الطائفية الإيرانية.

وجاء في الكلمة التي وجّهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، مخاطباً قادة الدول الإسلامية في موسم الحج الحالي، والتي مثلت أماني وآمال كل الشعوب الإسلامية حين قال (إننا أمة عزيزة بعقيدتها مادمنا على قلب رجل واحد ولا عز ولا تمكين إلا في التمسك بعقيدتنا واستنهاض كل القيم الإخلاقية التي أمر بها رب العزة والجلال. فكان الإسلام ولا زال بوسطيته واعتداله وتسامحه ووضوحه فيما لا يمس العقيدة النقية طريقنا إلى فهم الآخر وحواره وطريقنا للفهم الحضاري لحرية الأديان والثقافات والقناعات وعدم الإكراه عليها).

إن هذه الكلمة القيّمة التي وضعت الحقيقة الصادقة أمام كل المسؤولين الإسلاميين وسلطت الضوء المنير على خارطة الطريق الصحيح لتمتين العلاقة الإسلامية واستنادها لمبادئ العقيدة الإسلامية السمحاء وأخلاقياتها العالية في مواجهة قضايا العصر والعلاقة المباشرة المميزة مع الآخرين مستندة على الحوار الثقافي الناضج.

وحظيت الدبلوماسية السعودية باحترام كل الشعوب العربية والإسلامية والعالمية بإدارة عميد الدبلوماسية العربية سمو الأمير سعود الفيصل الذي ينفّذ التوجيه السامي من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بكل صدق وشجاعة نالت الاحترام الإقليمي والدولي وذلك بتوجيهها نحو المجتمع الدولي الذي استمر بسياسة الكيل بمكيالين في مؤسساته الأممية وأصبح “الفيتو” الروسي والأمريكي السيف المسلط ضد مصالح القضايا العربية القومية وما موقفهما الظالم نحو الثورة الثورية والحق الفلسطيني إلا مثالاً لانتهاك حقوق الشعوب في المطالبة بحريتها واستقلالها.

وجاء اعتذار المملكة العربية السعودية عن إلقاء كلمتها في الاجتماع السنوي للأمم المتحدة والاعتذار الثاني عن قبول عضوية مجلس الأمن، ليمثل ذلك إجراءً دبلوماسياً عالياً للاحتجاج على مواقف مجلس الأمن وقرارات الدول دائمة العضوية الخاصة بالقضايا العربية وسوء استخدام حق الفيتو لمنافعها الخاصة دون مراعاة لحقوق الإنسان والمبادئ الأساسية التي قامت عليها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وإنه لنداء سعودي للعالم كله من أجل إعادة تنظيم لوائح تأسيس هذه المنظمة الدولية وتوجيهها نحو احترام حق الشعوب المظلومة في عالمنا ومؤسساته الأممية، واعتماد مبدأ العدل في قراراتها على أسس من الحق والعدالة والأخلاق واحترام سيادتها واستقلالها ومناصرة حقوق الشعوب في نيل كرامتها وإيقاف الظلم عنها ومعاقبة النظم الدكتاتورية المتسلطة على شعوبها!

فهل يتحرك المجتمع الدولي نحو تحقيق أخلاقيات النداء السعودي.

عضو هيئة الصحفيين السعوديين - الهيئة التأسيسية للحوار التركي العربي

 
مقالات أخرى للكاتب