Monday 21/10/2013 Issue 14998 الأثنين 16 ذو الحجة 1434 العدد
21-10-2013

ألم أقل لكم إن الشمس لا تُغطى بغربال يا خطوطنا السعودية

قبل أسبوعين, وفي هذه الزاوية كتبت مقالاً بعنوان: (الشمس لا تُغطى بغربال يا خطوطنا السعودية) تطرقت فيه إلى تقييم بعض مؤسسات التصنيف الأوربية لخطوطنا السعودية، حيث تم وضعها خارج قائمة أفضل مائة شركة طيران في العالم, وقد اعترض معالي مدير الخطوط السعودية على هذا التقييم, كما اعترض بعض أصدقائي من منسوبي الخطوط السعودية على ما جاء في مقالي, ولذا أحببت اليوم استعراض بعض الأمثلة والمواقف والتي توضح مدى تواضع الخدمات المُقدَّمة من خطوطنا السعودية, ومنها:

1 - عندما نضطر أن ننتظر عدة أسابيع حتى نجد مقعداً متاحاً للكثير من المطارات العالمية نظراً لندرة الرحلات المتجهه إليها, في حين أن خطوط الإمارات وقطر تطرح الكثير من الرحلات في اليوم الواحد ولجميع تلك المطارات العالمية, عندها نعرف لماذا تخلت خطوطنا السعودية عن حصتها في سوق السفر لمنافسيها من الشركات الأخرى.

2 - عندما يتوجه المسافر للمطار ويده على قلبه خوفاً من خطف مقعده لأسباب كثيرة, فمن الطبيعي أن لا تكون خطوطنا ضمن شركات الطيران المتميزة.

3 - عندما تكون نسبة ليست بالقليلة من موظفي السعودية في كافة مطارات المملكة لا يزالون يعاملون الركاب بعقلية الموظف الحكومي والتي لا يعنيها مدى رضاء الراكب من عدمه, فكيف يمكن أن تكون خطوطنا السعودية ضمن أفضل مائة شركة في العالم.

4 - عندما لا يكون هناك رقابة على موظفي مكاتب السعودية غير السعوديين في عدة مطارات حول العالم, مما يدفعهم للإساءة للمؤسسة من خلال إقناع الركاب بدفع إكراميات وبخاشيش لتمرير حقائب إضافية ووزن زائد, أو لترقية الحجز من الضيافة للأفق, مما يولّد احتقان وسخط بقية الركاب, عندها لا يمكن أن تكون خطوطنا السعودية ضمن أفضل شركات الطيران في العالم.

5 - في الوقت الذي تحرص فيه خطوط الإمارات وقطر على توفير كافة وسائل الراحة والترفيه لركابها, نجد أن ركاب السعودية على الكثير من الرحلات الدولية لا يوفر لهم حتى شاشات التلفزيون, علماً بأن ذلك يتكرر حتى على الطائرات الجديدة.

6 - عندما يندر أن يستمتع راكب السعودية بجميع الخدمات المرتبطة بمقعده, فدائماً ما يكون هناك عطلٌ في المقعد نظراً لتواضع الصيانة التي توفر لتلك المقاعد, عندها ندرك لماذا خطوطنا العزيزة خارج قائمة أفضل مائة شركة طيران.

7 - عندما يفتقد المضيفون والمضيفات داخل طائرات الخطوط السعودية لأبسط مبادئ الاحترافية في خدمة الركاب, إما لسوء اختيار المضيفات الأكفاء, أو لسوء تدريبهن, ناهيك عن عدم وجود الرقابة عليهن, ومن يجرب الخطوط الأخرى يدرك الفرق في الخدمة المقدمة في طائرات السعودية عن غيرها من طائرات الخطوط الأخرى, عندها يجب أن لا تستغرب أن خطوطنا السعودية خارج المنافسة.

8 - عندما يجبر ركاب السعودية على تناول وجبة الرز واللحم أو الدجاج والرز طوال العام دون تغيير فمن الطبيعي أن لا تتميز خدمات الخطوط السعودية.

9 - عندما لا يتم توفير الوجبات الغذائية التي يطلبها ركاب الفرسان مسبقاً, فلا يمكن أن تكون خطوطنا ضمن أفضل مائة شركة طيران.

10 - عندما لا يتم توفير الكثير من وسائل الراحة للركاب على متن الرحلات الدولية، ومن أبسط ذلك البطانيات والمخدات, فمن الطبيعي أن لا تكون الخطوط السعودية ضمن أفضل شركات الطيران.

11 - غالبية شركات الطيران لديها صالات ضيافة راقية في معظم مطارات العالم لراكب الدرجة الأولى والأعمال, في حين أن خطوطنا السعودية تقدم لراكب الدرجة الأولى القادم من واشنطن والذي دفع عشرات الآلاف من الريالات, كوبوناً يُمكّنه من تناول وجبة في أحد مطاعم الأكلات السريعة بالمطار!!!!

12 - عندما تقل عدد الطائرات المشتراة خلال العشر سنوات الماضية مقارنة بخطوط الإمارات وقطر, وقياساً على ضخامة سوق السفر في المملكة وتعدد مواسمه، فمن الطبيعي أن يخسر ناقلنا الوطني حصته في السوق للشركات المنافسة.

باختصار, هذه بعض الأمثلة التي توضح قصوراً في تشغيل العديد من جوانب خطوطنا السعودية ويشهدها الجميع, وتساؤلي هنا: هل اقتنع معالي مدير خطوطنا السعودية بتصنيف المؤسسات الأوربية التي وضعت الخطوط السعودية خارج أفضل مائة شركة في العالم؟.. وهل اقتنع بعض أصدقائي من موظفي المؤسسة والذين اعترضوا على مقالي قبل أسبوعين بعنوان: (الشمس لا تُغطى بغربال يا خطوطنا السعودية), هل اقتنعوا بأن منافسة شركات الطيران الأخرى تتطلب الكثير من الجهد والعمل.

dralsaleh@yahoo.com

الأمين العام لمجلس التعليم العالي

 
مقالات أخرى للكاتب