Monday 21/10/2013 Issue 14998 الأثنين 16 ذو الحجة 1434 العدد
21-10-2013

تشليح إعلامي ..!!

في الدول التي تحترم معنى الإعلام والصحافة والتلفزيون وغيرها من الوسائل لا يتم السماح لك بالولوج لبواباتها الإعلامية دون أن تتقن معنى الفن الإعلامي ودون أن يكون لحضورك إضافة مادية ومعنوية ومهنية وتسويقية على الوسيلة التي تعمل بها..

هناك لجانٌ تفحص المتقدمين لشغل الوظائف الإعلاميَّة وامتحانات وعمل تحت التجربة وأمور أخرى كثيرة؛ لأن المصداقية والنجاح والتفرّد هو ما تسعى إليه تلك الوسائل بتنافس محموم جدًا..!

تجربتي الممتدة منذ أربعة عشر عامًا داخل معترك الإعلام الرياضي أتاحت لي قراءة بعض المتغيِّرات المؤلمة للإعلام الرياضي السعودي، فقد كان منشطرًا إلى نصفين أحدهما جيد والآخر متواضع حدّ الشفقة حتَّى ظهرت طفرة البرامج التلفزيونية الرياضيَّة فانخفض مستوى الجيد للحضيض وارتفعت نسبة المتواضعين؛ لأن تلك البرامج أصبحت تمتليء - غالبا- بمن يشوّهون حقيقة الإعلام الرياضي والغريب أن من كتب مقالاً بالواسطة بعد بلوغه الستين أصبح يلقبونه بالإعلامي الرياضي حتَّى أصبح الوسط كلّّه إعلاميين..!!

بعد ظهور (تويتر) انكشف الجميع على السطح وأصبحت المبادئ الإعلاميَّة مُجرَّد أضحوكة بنظر غالبية الإعلاميين فمن يقرأ تغريداتهم لا يصدق أبدًا أن أمثال هؤلاء ينتسبون للإعلام الرياضي..!!

تحدِّيات وقلّة أدب وألفاظ عنصرية وأخلاق متدنية عند التغريد تصل أحيانًا للخروج عن النص الفطري..!!

لا أعرف كيف يسمون أنفسهم إعلاميين وهم لا يعرفون مبادئه ولم يمارسوا فنونه ولم يخوضوا تدريباته ورحلاته ولقاءاته.؟؟

أحيانًا يستحي القلة الناجحة أن يعرفوا أنفسهم بأنّهم إعلاميين سعوديين رياضيين، فالانطباع السائد عن الإعلام السعودي أنّه إعلام تشليح وفوضوي ومتعصب والأدلة أصبحت بضغطة زر..!!

التلوث الإعلامي الرياضي سببه مسيرو الصحف والقنوات فقد استمرأ غالبيتهم التسويق عن طريق سطحية الطَّرح ولا أنسى أنني كنت يومًا ضيف برنامج مع نخبة من كبار الإعلاميين وكنّا نتحدث بهدوء وعقلانية وعند الفاصل قال لنا المقدم: أيش فيكم شعللوها..!!

مثل هذا الواقع لا يتناسب مع حجم المملكة العربيَّة السعوديَّة وأهميتها فقد أفسد التلوث الإعلامي منجزات كبيرة وعالميَّة للألعاب الأخرى ولم يعطها الحق الأدبي قبل الوطني من الظهور، كما ساهم في تشتيت عقلية المشجِّع والإداري وهيجانه لدرجة أن المؤدب منهم أصبح عملة نادرة بل نتغنى بأخلاقياته..!!

إنني أدعو إلى أن تعيد المؤسسات الإعلاميَّة نظرتها وتقرأ واقعها أدوارها وتفرض الدورات المكثفة للتعرف على الأنماط الإعلاميَّة كالقصص الإخبارية الشيقة بعيدًا عن (أشاد.. شدَّد.. أكد.. اعترف.. أوضح..!!).

يجب أن ينفصل الإعلامي عن عقلية المشجِّع وهذا صعب؛ لأننا لا نستطيع فصل عقلية من يدير ذلك الإعلامي لكن النماذج المضيئة الباقية والصادقة قد تعطينا أملاً في التغيير الذي تسأل عنه وزارة الثقافة والإعلام النائمة عن أدوارها الداعمة للإعلامي السعودي، فهي أبعد ما تكون وزارة حكومية منشغلة بالرسميات بعيدة عن المحك الحقيقي للإعلامي السعودي..!!

الأمر لا يلغي إطلاقًا النماذج الراقية والجميلة والشابة.. اللي على رأسه بطحا يحسسها..!!

قبل الطبع:

لا تنتظر من أمة تقدمًا والكراهية تقودها..!!

msultan444@hotmail.com

@msultan444 :تويتر

 
مقالات أخرى للكاتب