Tuesday 22/10/2013 Issue 14999 الثلاثاء 17 ذو الحجة 1434 العدد
22-10-2013

مبررات إصلاح الأمم المتحدة

حتى في ظل تقاسم النفوذ والمكاسب بين الدول التي تقدم نفسها على أنها دول كبرى، رغم أنها فقدت الكثير مما كان يجعلها كبرى، فإن الدول النامية، التي أخذت تظهر بقوة على الساحة الدولية بوصفها دولاً مهمة، تستطيع أن تنافس تلك الدول التي ظلت لعقود تتربع على القمة مستغلة موارد وحتى ثروات الدول النامية.

الفارق بين الدول الكبرى والدول النامية أصبح بسيطاً، إن لم يكن لصالح الدول النامية التي أصبحت تشكل نادياً جديداً من الدول، وبدأ الكتاب يسمونها بالدول الناشئة، أو الدول سريعة النمو. وهكذا، فإن دول كالهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وتركيا والأرجنتين والمملكة العربية السعودية أخذت تنافس ما كان يطلق عليهم بالدول الكبرى. ونظراً لأهمية هذه الدول سريعة النمو أُنشئ إطار دولي يضم هذه الدول، إضافة للدول الصناعية الثماني الكبرى؛ فتكونت مجموعة العشرين التي تجمع الدول الأكثر تأثيراً في الشؤون الدولية الاقتصادية والسياسية والتنموية؛ وهكذا لم يعد الأمر حكراً على ما كان يسمونهم بالخمسة الكبار؛ فالهيمنة على العالم استناداً إلى ما تمخضت عنه الحرب العالمية الثانية لم تعد مقبولة بعد أن ظهرت دول تفوق إمكانياتها الاقتصادية والبشرية بعض تلك الدول.

ولذا، فإنه من غير المعقول ولا المنطق أن تظل الهند التي يفوق سكانها المليار نسمة خارج نادي الدول الكبرى، كما أن حصر هذه الدول في أوروبا وأمريكا إضافة إلى الصين، وغياب القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية، وتجاهل كتل دولية مهمة كالدول الإسلامية والعربية واللاتينية، يعدُّ إخلالاً بموازين القوى الدولية.

ولهذا، فإن الوقت قد حان لإصلاح الوضع غير العادل الذي استمر لقرابة سبعة عقود، حفلت بالكثير من المواقف والقرارات غير العادلة، التي عززت مصالح الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية على حساب دول لم يكن لها دور في تلك الحرب؛ إذ لم تكن مشاركة حتى يتم تجاهل حقوقها المشروعة، بل إن الكثير من هذه الدول استُغلت من بعض الدول المنتصرة في الحرب واستُعمرت من قِبلها، كالدول العربية والإسلامية والإفريقية التي حارب بعضها إلى جانب بريطانيا وفرنسا وأمريكا، وبدلاً من تُكافأ هذه الدول التي استُغلت مواردها وأبناؤها لتحقيق النصر للحلفاء أدار لهم المنتصرون ظهورهم، بل عاقبوهم باستمرار استعمار بعض الدول، واغتصاب أرض فلسطين ومنحها لليهود لإقامة كيان أصبح عامل تهديد للأمن والاستقرار في منطقتهم.

لكل هذا، وللمتغيرات التي شهدها العالم، أصبح لزاماً البدء في إصلاح الهيئات والمنظمات الدولية، بما فيها منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها؛ لتحقيق العدالة للجميع، والتوازن الصحيح بين الدول.

jaser@al-jazirah.com.sa

 
مقالات أخرى للكاتب