Tuesday 22/10/2013 Issue 14999 الثلاثاء 17 ذو الحجة 1434 العدد

نائب وزير الخارجية: رحالة الخير في زمن صعب

د. طلال بن سليمان الحربي

الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية، قد نحتار في توصيف دوره وما يقوم به خدمة للوطن، كم وددت أن أطلق لقب جندي الخارجية المجهول على أدائه وإنجازاته، فتتبع أخباره يحتاج إعلامياً إلى جهد كبير، أما تتبع وتلمس إنجازاته فتلك الشمس كما تنير النهار تخزن في القمر ضوءها لينير به الليل، آخر ما تابعت لسموه ذلك المشروع العالمي رفيع الطراز جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز للترجمة، هذه الفكرة بمشروعها الذي يهدف إلى تبادل المعرفة بين الأجناس والشعوب على مختلف لغاتها، كما ويهدف إلى توفير وتمكين الإرث العربي الإسلامي بلغات العالم كله، أحد وجوه الدعوة لله تتجلى في فكرة هذه الجائزة.

لهذا العام الجائزة سيتم تسليمها في دولة البرازيل، حيث دأب القائمون على الجائزة بإقامة احتفاليتها كل عام في دولة جديدة، أسلوب جديد في الشكل والمضمون، ليس نشر الترجمة المتبادلة فقط بل الوصول إلى أصقاع الأرض لإنارة الدروب، نائب وزير الخارجية رغم كل ما يدور حولنا وما تمر به منطقتنا والعالم كله من ظروف صعبة وتحديات إلا أنه يتواجد حيث تتواجد هذه الجائزة، مؤكداً على أهميتها ودورها في ردم الهوة بين الثقافات، ومتأكداً من تحقيقها للأهداف التي وجدت من أجلها.

نعم، فنحن والحمد لله نعتبر أن العمل لخدمة الوطن والأمة والإنسانية لا يمكن تأخيره مهما كانت الأحوال صعبة، فحين تسعى المملكة لحفظ دماء البشر وصون كرامتهم في الشرق فهي بنفس الوقت تجوب الشرق والغرب لتنشر الكلمة الطيبة وتوفرها بكل لغة ممكنة، وهذه الجائزة هي من صميم عقيدتنا السمحة وامتثال صحيح لتعاليم رسولنا العظيم عليه الصلاة والسلام، فتلك أمانة حملناها ولن ندخر جهداً في القيام بها على أكمل وجه، متوكلين على رب العزة دائماً.

رحالة الخير في زمن صعب، بكل جدارة واستحقاق لك هذا اللقب والتوصيف يا صاحب السمو، في الظروف الصعبة في الزمن الأصعب تجد رحالة الخير متواجداً ليُري العالم كله أن المملكة ليست فقط دولة التحدي ومقاومة الظلم بكل أنواعه، بل المملكة هي أيضاً على عهد إنارة الدروب ونشر الثقافات التي تساهم في بناء الإنسان وزراعة الخير فيه، فلك الله يا ابن عبد الله هذا قدركم الذي شاءه الله سبحانه وتعالى لكم، هذه الرسالة التي حملوها لكم الأجداد وارتضوكم بها العباد قادة وسادة، ففي يد سيف يحارب في سبيل الله، وفي اليد الأخرى قلم ينير العقول علّها تُقدّر معنى أن الإنسان مُكرّم، جزاكم الله خيراً يا صاحب السمو وبارك في جهودكم.