Wednesday 23/10/2013 Issue 15000 الاربعاء 18 ذو الحجة 1434 العدد
23-10-2013

إلا التوحيد يا بن سعيد!

التوحيد هو أساس عقيدة الإسلام، وهو بحسب التعريفات: “إفراد الله -عز وجل- بما يختص به دون سواه”.. والطعن في التوحيد هو طعن مباشر في هذا الدين الذي ولدنا عليه وسنموت عليه -بإذن الله، ونظرًا لكون الإساءة للأديان قضية عالمية عنيّت بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على نطاق واسع، لأنها جُرح غائر في صدر كل صاحب عقيدة أن يتم امتهان دينه وعقيدته رموزه والأساسيات التي يقوم عليها هذه الدين، فهي سلوك لا يُغتفر وقد تم وضع تشريعات عالمية في كثير من الدول التي لا تنظر إلى هذا السلوك من باب حرية التعبير أو الرأي، وهو كذلك في واقعه.

ما أقدم عليه أستاذ جامعي سعودي يُدعى “أحمد بن سعيد” يوم أمس الأول، عبر حسابه بتويتر من استهزاء وتقليل وطعن في التوحيد، أمر لا ينبغي السكوت عليه، لأن هذا يعطيه وغيره التمادي في مثل هذه الأفعال المنحرفة، وإن كان يفعل هذا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فماذا يا تُرى هو فاعل في محاضراته ودروسه التي يُلقن بها هذا النشء خلف جدران القاعات المغلقة؟

لقد زاد تمادي هذا ومن هم على شاكلته فمن بعد التطاول على الأوطان وما وجدوا حسيبًا ولا رقيباً عليهم، انتقل إلى التطاول على التوحيد بجملة “أُكرم” عن ذكرها قارئاتي وقرائي، لذا لا يمكن أن أنقلها لكم، لكنكم حتمًا ستجدونها عبر تطبيق تويتر.

التسامح هو طبع إنساني نبيل، لكن هناك أمورا تتجاوز المسامحة والغفران، وليس لها إلا المحاسبة والمحاكمة تحت ميزان العدل، الذي يجب أن يحاسبه كما حوسب غيره، ومنهم من هو أقل منه جُرمًا! هذا عدا خطورة تنامي هذه الظاهرة في مجتمعاتنا الإسلامية وانعكاسها على النظرة الغربية لهذا الدين، مما يؤجج النظرة الدونية تجاه المسلمين، ويزيد من مظاهر العنصرية تجاههم!

إن ما يدور في قلوب الناس من معتقدات هي حريتهم الشخصية، وليس لنا في البحث والتنقيب عما في قلوبهم، فهذا شأنهم مع الله - عز وجل- أما خروج هذه المعتقدات على شكل إساءة لفظية كما فعل ذلك الأستاذ الجامعي، تجاه عقيدة التوحيد التي هي الركن الأساس للدين الإسلامي، فهنا هو قام بسلوك لم يعد حرية شخصية لأنه تجاوز على حريات الآخرين وعلى مشاعرهم الدينية، بالاستهزاء والاستخفاف والتقليل من إفراد العبادة لله، إن هذا العنف اللفظي تجاه التوحيد، لم يقله جاهل ولا طفل صغير غير مُدرك، بل تفوه بهذه الكلمات أستاذ جامعي يعلم جيدًا حجم إساءته، ويعلم تبعات هذه الإساءة على مشاعر المسلمين، لكنه لم يعد يأبه بأحد، فكل إساءاته البالغة تجاه الأوطان العربية والرموز السياسية التي تثير كثيرا من الحنق علينا كون المتحدث محسوبا على بلادنا -للأسف- مع هذا، فهو حر في رأيه، والواعي يُدرك أنه رأي شخصي لا يُمثل إلا صاحبه، أما التعدي على الدين وعلى عقيدة التوحيد فهذا ليس رأيًا، هذا قولٌ مسيء مُتعمد، ينتظر إيقافه في باحة العدل وميزان المحاكمة!

www.salmogren.net

مقالات أخرى للكاتب