Friday 25/10/2013 Issue 15002 الجمعة 20 ذو الحجة 1434 العدد
25-10-2013

وزارة النقل وطريق الموت في محافظة النماص

نحن أمام حقيقة واقعية تتمثل في صدور اعتماد لمشروع ازدواج الطريق الهام وبين كل من أبها والطائف منذ عشرات السنين، حظيت ولله الحمد بموافقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله باعتماد الميزانيات لذلك، وبالفعل بدأ التنفيذ منذ أكثر من عشر سنوات وتمت تغطية بعض الأجزاء الهامة، ولكن.. وآهٍ من لكن، هناك مناطق حيوية هامة لم تتحرك لها وزارة النقل تحركاً ميدانياً من خلال اعتماد وتنفيذ الازدواج لها ومن ضمن هذه المناطق الحيوية الجزء الرابط بين مدينة النماص وحتى شمال بني عمر وصولاً لمحافظة بالقرن، فهذه المنطقة تعتبر من أخطر المناطق نظراً لطبيعتها الجغرافية وكثافة القرى التي تبلغ أكثر من مئة قرية يقطنها مئات الألوف من المواطنين تتزايد أعدادهم خلال الإجازات لأكثر من 100%، مع تأكدي أن وزارة النقل مشكورة تحركت تخطيطياً وورقياً منذ عدة سنوات ولكن ماذا ينفع المواطن ومستخدم هذا (الطريق الرئيسي) التخطيط الورقي فقط!! فإن لم تقترن الخطط بالتنفيذ الفعلي فلن يتحقق ما ينشده الجميع، واللوم لن يكون فقط على فرع وزارة النقل في منطقة عسير ولكن اللوم على أبناء وشيوخ وأعيان محافظة النماص ويأتي من بعدهم اللوم على المجلس المحلي في المحافظة وعلى المراكز البلدية، نعم اللوم عليهم جميعاً فخادم الحرمين الشريفين ما فتئ يوجه الوزراء والمسؤلين بتنفيذ ما يخدم المواطن. متسائلاً في نفس الوقت أين دور المواطن ليكون صوت أخيه في توضيح الحقائق للمسئول؟ خاصة وإن جهود معالي وزير النقل واضحه ومن أولئك الوزراء الذين تجدهم في كل مشروع.

فخلال إجازة حج هذا العام فقدنا شاباً سعودياً مع ابنيه في عمر الزهور واللذان لم يتجاوزا عشر سنوات تقريباً أمام قرية آل حشيش وآل زيدان في الوصلة الرابطة بين النماص وشمال بني عمر لحدود بالقرن، ولا يكاد يمر الأسبوع إلا وهناك حادث أو وفاة لمواطن أو مقيم، وأنا شخصياً فقدت منذ سنة تقريباً شابين من أقاربنا في حادث واحد في نفس المنطقة وهما الشاب على محمد العمري والشاب تركي محمد العمري وغيرها الكثير رحمهم الله جميعاً والمسبب الرئيس للحوادث هو أن أي خلل في السيارة أو انحراف لمسافة نصف متر تعني اصطدام السيارة بالسيارة المقابلة وجهاً لوجه. فمن هو المسؤول عن ذلك وهو يعلم أعداد القتلى الذين يتساقطون شهراً بعد آخر وسنة بعد أخرى في بلاد بني شهر وبني عمر وبالقرن، من هو المسئول الذي لم تحرك فيه تقارير مرور عسير وسجلات وزارة الصحة الحماس لإنجاز هذه الوصلة في هذا الطريق.

أنا متأكد أن شماعة عدم اعتماد الميزانية من وزارة المالية ستكون هي الإجابة بينما واثق تماماً أن وزارة المالية لا تتحمل المسؤولية فهي تعتمد المشاريع التي ترفعها الوزارات حسب أولويات تلك الوزارات وحسب مبرراتها، متسائلاً في الوقت نفسه لماذا تأخر تنفيذ هذا المشروع في هذه الوصلة بينما نفذت مشاريع أقل منه في مناطق ومواقع أخرى، ومن جهة أخرى لماذا تأخذ مثل هذه المشاريع سنيناً عدة بالرغم أن لدينا مشاريع أكبر حجماً من ازدواج هذه الوصلة ويكون تنفيذها بشكل سريع ومتقن, فأين المقارنة بين هذه المشاريع العملاقة وبين ازدواج طريق حيوي في مسافة لا تزيد عن 50 كم عشر سنوات وأكثر، ومن هنا فإننا نؤكد إن شماعة وزارة المالية لن تكون صحيحة فهي بريئة من دم حسن الثابتي الشهري وابنيه في أيام عيد الأضحى المبارك كما هي برئية من دم علي بن محمد العمري وبريئة من دم عدد من أبناء المملكة الذي تساقطوا الواحد تلو الآخر فمنهم من كان ساكناً في تلك المنطقة ومنهم من كان في سياحة داخلية، والكل يتذكر تلك الأسر التي وصلت من حائل والأخرى التي وصلت من تبوك ومن جدة ومن الرياض ولكنها عادت بعد أن فقدت عدداً منها والسبب الرئيسي هو عدم ازدواج الطريق، نعم أيها الإخوة فوزارة المالية بريئة من ذلك لأن من يحدد أولويات المشاريع حسب أهميتها هي الوزارة المنفذة وهي وزارة النقل.

الخاتمة:

أثق تماماً في أن ما تبذله الدولة كثير جداً ولكن ما ينقص الإدارات الوسطى والخدمية هو تحديد الأولويات حسب أهميتها مطالباً في الوقت نفسه بتشكيل لجنة لتقصي الأسباب في تأخر مشروع استكمال ازدواج هذا الجزء، مطالباً أيضاً مراجعة تقارير فرع وزارة الصحة وفرع مرور عسير بأعداد الضحايا والحوادث التي تتم في هذا الجزء (مع علمي بأن هناك من لن يحمِل ازدواج الطريق مسؤولية هذه الوفيات والحوادث، وسيكون ردي عليه ماذا تتوقعون من طريق بعرض في حدود 10 أمتار يربط المملكة بهذا الجزء من هذا الوطن وهو الطريق الرئيسي ولا طرق غيره هذا الطريق الذي نفذ بهذه السعة منذ 40 سنة عندما كان لا يملك سيارة إلا أقل من 5% من السكان ولكن الآن أصبح الكل لديه سيارة.

alamri4@yahoo.com

مقالات أخرى للكاتب