Saturday 26/10/2013 Issue 15003 السبت 21 ذو الحجة 1434 العدد
26-10-2013

عبدالرحمن أيوب

عرفت الدكتور عبدالرحمن أيوب- رحمه الله- أول مرة حين أطلعنا أستاذنا الدكتور محمود فهمي حجازي على مصادر الدراسة الصوتية التي كان منها (أصوات اللغة) لعبد الرحمن أيوب وقال: إنه مأخوذ بمضمونه وبصوره من كتاب هفنر، وهذا ما كتبه أيضًا المرحوم الدكتور رمضان عبد التواب، قال «أصوات اللغة للدكتور عبد الرحمن أيوب. صدرت الطبعة الأولى منه سنة 1963م والثانية سنة 1968م. وقد اعتمد فيه صاحبه اعتمادًا كبيرًا على كتاب (هفنر) Heffener (علم الأصوات العام) General Phoetics المطبوع في أمريكا سنة 1952م»(1). وكذلك قرأت كتابه عن (العربية ولهجاتها) الذي نشره معهد البحوث والدراسات العربيّة، القاهرة، عام 1968م. وكتب عنه أستاذنا العلامة الدكتور سعد عبدالعزيز مصلوح في مجلة المجلة – القاهرة، يونيو 1969م، ص ص 93 – 96. قال لي أستاذنا سعد وهو تلميذه: كنت معيدًا حين عرضت المجلة على الدكتور أيوب أن يرشح من يكتب عن كتابه، فترك الأساتذة الكبار ووجّهها إليّ، فلمّا انتهيت من الكتابة مضيت إليه لآخذ رأيه وتوجيهاته بما كتبت؛ ولكنه صرفني قائلًا: لماذا أقرأ هذا، سأقرأ مع الناس، فلما نشر ما كتبته جاء ليقول على الملأ: يا سعد أنت فهمت الكتاب أكثر منيّ. ونشر له المعهد كتاب (اللغة والتطور) عام 1969م. ومن كتبه التي استمتعت بقراءتها (دراسات نقدية في النحو العربي) نشرته مكتبة الأنجلو المصريّة، في القاهرة، عام 1957م. وهو كتاب من جملة ما كتبه بعض الرواد من اللغويين المعاصرين، انطلاقًا من تأثرهم بما ثقفوه من علوم لغوية تلقوها في الجامعات الغربية، وقال أستاذنا سعد مصلوح إنه كتبه أيام الشباب والحماسة؛ ولكنه كتب جملة من الأبحاث منطلقًا فيها من كتاب سيبويه، وكأني فهمت من أستاذنا مصلوح أنه رجع عن أفكاره التي ضمنها كتاب الدراسات. وكتابه النقدي وكتب غيره من المعاصرين لها فضيلة تحريك الجمود السائد في تناول النحو، ووجهت الأذهان إلى إمكان مراجعة المسلمات، ومن كتبه (محاضرات في اللغة)، نشرته مطبعة المعارف في بغداد، عام 1966م. ومن كتبه المترجمة (اللغة بين الفرد والمجتمع) نشر في القاهرة عام 1954م، ومن المترجمات التي استفدت منها (اللهجات العربية الغربية القديمة)(2) الذي كتبه حاييم رابين، ونشرته جامعة الكويت في 1986م. ومن كتبه التي اطلعت عليها (الكلام، إنتاجه وتحليله)، نشرته جامعة الكويت، عام 1984م. وهو كتاب معتمد على الترجمة من أصول أجنبة. ولأستاذنا الدكتور أيوب عدد من البحوث أشير إلى بعضها، فمنها (البناء الصرفيّ للأسماء والأفعال في العربيّة) نشر في المجلة العربيّة للعلوم الإنسانيّة، ع7، مج2، الكويت، 1982م.و(تحليل عملية الكلام، وبعض نتائجه التطبيقيّة) مجلة عالم الفكر، ع3،مج20 الكويت، 1989م.و(التحليل الدلاليّ للجملة العربيّة) المجلة العربيّة للعلوم الإنسانيّة، ع10، مج3، الكويت، 1983م. و(التفكير اللغويّ عند العرب، مصادرُه مراحلُه) مجلة مجمع اللغة العربيّة، ج24، القاهرة، 1969م. وكان أن تعرض هذا البحث لنقد أستاذنا العلامة الدكتور أحمد مختار عمر رحمه الله، فأجاب الدكتور أيوب عن ذلك ببحث آخر يحمل العنوان نفسه (التفكير اللغويّ عند العرب، مصادرُه ومراحلُه) في المجلة العربيّة للعلوم الإنسانيّة، ع4، مج1، الكويت، 1981م. و(المفهومات الأساسية للتحليل اللغويّ عند العرب) نشر في مجلة اللسان العربيّ، مج16، ج1، الرباط، 1978م. وهذه جهود حُقّ لها أن تستوقف الدارسين ومن أبرز ما اطلعت عليه رسالة علمية قيّمة هي (الدراسات اللغويّة عند عبد الرحمن أيوب) تقدم بها حيدر محمّد جبر العبّودي إلى مجلس كلية الآداب في جامعة بغداد، وهي جزءٌ من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، وكانت بإشراف الأستاذ الدكتور محمّد ضاري حمادي، في أيلول/سبتمبر 2005م، وهي في تقديري في مستوى الدكتوراه. لقيت الدكتور عبدالرحمن أيوب في الكويت وكان أستاذًا في قسم اللغة العربية في جامعة الكويت سنة 1981م، وتمتعت بشهادة أكثر من محاضرة ألقاها، وكان لي شرف تعليق على بعض ما ذكره في إحدى محاضراته وكان منها ردّ قوله بزوال البناء للمفعول في اللهجات العربية المعاصرة؛ إذ احتججت بما نسمعه من لهجات جزيرة العرب. عرفت فيه دماثة الخلق، وحسن المعشر، والتواضع الجمّ، وكان بيننا زيارات، وحين جاء إلى الرياض شرفني بزيارة منزلي وكانت فرصة للقاء زميلي الأستاذ الدكتور محمد لطفي الزليطني الذي كان يفكر في ترجمة كتاب رابين، ولكنه عدل عن ذلك، ولعله عدل لعلمه بأن أحدًا آخر غير أيوب ترجمه.

***

(1) رمضان عبدالتواب، المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي (ط3، مكتبة الخانجي/ القاهرة، بالقاهرة، 1997م) ص20.

(2) ترجم الكتاب بعد ذلك عبد الكريم مجاهد، ونشرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عام 2002م.

مقالات أخرى للكاتب