Monday 28/10/2013 Issue 15005 الأثنين 23 ذو الحجة 1434 العدد
28-10-2013

الإبراهيمي يَئد مؤتمر جنيف2

مع مواصلة وَلَه الأخضر الإبراهيمي بالنظام الإيراني، و(تأكيده) (ضرورة) مشاركة إيران في جنيف2، اتسعت دائرة الأسئلة الموجَّهة إلى من يحمل صفة المبعوث العربي والأممي، الذي يستحق أن يحمل صفة مبعوث لافروف وكيري؛ فهذا العربي الذي يُفترض أنه يمثل جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة لا يهتم بالمصالح العربية، وإن توافقت أفعاله مع حالة الشلل التي تسيطر على عمل الأمم المتحدة.

الأخضر الإبراهيمي يسعى بكل إخلاص إلى تنفيذ طلب روسيا بـ(ضرورة) مشاركة إيران في أعمال مؤتمر جنيف 2، ويرى أن هذه المشاركة طبيعية..!! رغم أن الإبراهيمي يعرف أن مثل هذه المشاركة - إن هي فُرضت من قبل روسيا وتغاضت عنها أمريكا - ستؤدي إلى ترفُّع دول إقليمية أخرى وحتى المعارضة السورية الحقيقية عن المشاركة في مؤتمر يكون لـ(الجلادين) والمجرمين مشاركة قوية فيه؛ فإضافة إلى وفد نظام بشار الأسد، سيكون هناك حضور لجيش الاحتلال الإيراني؛ إذ إن النظام الإيراني، الذي يرى الإبراهيمي أن مشاركته في المؤتمر طبيعية وضرورية، جيشٌ كامل يقتل الشعب السوري، فإضافة إلى 60 ألف مقاتل في الحرس الثوري هناك مليشيات عميلة لنظام إيران تأتمر بأمره، وتتكون من مليشيات حزب حسن نصر الله والطائفيين العراقيين المنضوين تحت ما يسمى بـ(لواء أبو الفضل العباسي)، ومن يتدربون على قتل العرب من البحرينيين والحوثيين.

هذا العدد من المقاتلين المرتبطين بالنظام الإيراني يجعلهم يمثلون جيش احتلال بكامل المواصفات. وقد أثبتت المعارك الأخيرة، سواء في السيدة زينب، أو في ريف دمشق، وقبلها القصير، كم هو حجم التدخل الكبير لمليشيات إيران في الشأن السوري؛ ما يكسبهم - إضافة إلى قوات الحرس الثوري الإيراني - صفة جيوش الاحتلال. فهل تشارك إيران في مؤتمر جنيف2 بوصفها دولة احتلال، أم بأي صفة..؟ سؤال وجهته دوائر سياسية عديدة للأخضر الإبراهيمي، وتساءلت هذه الدوائر: هل يستطيع الإبراهيمي أن يطلب من الإيرانيين، أو من الذين يدفعونه إلى المطالبة بإشراك النظام الإيراني في مؤتمر جنيف، أن يسحبوا جيوشهم من سوريا، سواء الحرس الثوري أو مليشيات حسن نصر الله أو الطائفيون العراقيون..؟!

سؤال لا يملك الإبراهيمي جواباً واضحاً عنه؛ لأن من يطلبون منه فرض إيران للمشاركة في مؤتمر جنيف ليس في بالهم إخراج جيوش الاحتلال من سوريا؛ ذلك لأن وجود مثل هذه الجيوش والمليشيات الإرهابية، ومن كلا الطرفين، يعمل على إطالة المأساة السورية، كما أن محاولات فرض إيران للمشاركة في مؤتمر يبحث عن إيجاد حل للمأساة، ولطرف يزيد من تفاقم هذه المأساة، إصرارٌ على إفشال المؤتمر حتى قبل انعقاده، خاصة في ظل إصرار كثير من الدول الإقليمية على رفض المشاركة إذا ما حضر المجرمون الحقيقيون الذين يعمقون آلام الشعب السوري؛ وبالتالي فإن الإبراهيمي يحفر بتنقلاته قبر مؤتمر جنيف حتى قبل الاتفاق على انطلاقته وتحديد موعده..!!

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب