Friday 01/11/2013 Issue 15009 الجمعة 27 ذو الحجة 1434 العدد
01-11-2013

‏أهل حائل .. أدرى بشعابها

كتب كاتب صحيفة الوطن المميز الدكتور علي سعد الموسى في زاويته المعروفة “ضمير متصل” يوم الثلاثاء 17-12-1434هـ تحت عنوان: (من حائل إلى مقاطعة “المنسك” الشعبية)، كتب عن زيارته الأحد قبل الماضي إلى حائل، ومنذ قراءتي المقال وحتى هذه اللحظة وأنا عاجز عن تحديد بوصلة تشخيصه “من أي الألوان هو؟!”، وفي الوقت ذاته أنتظر وأترقب التصحيح والاعتذار من كاتب المقال، خصوصاً بعدما سمع وقرأ ما علق به وغرد جمع ممن ينتمون أو يسكنون أو يعرفون هذا الجزء من الوطن.

لقد ذكرني هذا المقال بزيارات المسؤولين الكبار، الذي يأتي في رحلة عمل خاطفة ولمدة خمس ساعات والطائرة تنتظره ليعود إلى أهله معززاً مكرماً حين يحل المساء، يُستقبلُ استقبالاً خاصاً، ويتحرك عبر شوارع رئيسة محددة وصولاً إلى أماكن بعينها جُهزت وأعدت احتفاء بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع!؟ وفي نهاية الخمس الساعات يظهر شخصه الكريم عبر وسائل الإعلام المختلفة ليثني على الجهود ويعبر عن إعجابه بما رأى. ومن باب التأكيد على شدة إعجابه والسبق الذي لم يكن يتوقعه والصورة التي ملكت عليه جميع حواسه وحتى يرضي الغرور العاطفي لدى محبي المكان يعلن عبر قنوات الوطن أن جميع مديري العموم في مناطق المملكة مدعوون لزيارة “الحبيبة!!” حائل، وإمضاء ثلاثة أيام، لاكتساب الخبرة ولمعرفة كم هي جميلة وأنيقة كـ”بولدر” الأمريكية!!

* يا أخي كفانا ألقاب “عروس وعريس” وكفانا كلام انطباعي عاطفي أبعد ما يكون عن الحقيقة التي يحاكمها العقل والمنطق لا الزيارات الخاطفة السريعة ولمدة خمس ساعات في الشارع.

* يا أخي نحن المنطقة الوحيدة التي رفض أحد مديري بلديتها يوماً ما نزع الملكيات، فصارت شوارعها متعرجة بشكل خطير، ويجثم في وسطها عشوائية تفقدك الإحساس بروعة المكان، وتحول دون الاستفادة الحقيقية من خطط التطوير الرامية إلى إعادة تحسين وتأهيل قلب المدينة “السنتر”، مع وجوب الاعتراف هنا بما لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير المنطقة وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد من جهود ملموسة ولمسات تطورية مشهودة في هذه المدينة القابعة شمال الوطن..

* يا أخي نحن من أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أبان زيارته الميمونة للمنطقة عام 1427 وبحضور جمع من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين والمعنيين ومتخذي القرار وأهالي المنطقة وأعيانها وبمتابعة محلية وعالمية لوسائل الإعلام المختلفة، أعلن حفظه الله ورعاه أن شارع الملك عبدالعزيز المؤسس والوالد والقائد والرمز سيكون 60م، ولم يُنفذ ما أمر به المقام السامي حتى الآن، مع أنه مضى على هذا التوجيه الكريم ثماني سنوات تقريباً، بذلت خلالها إمارة المنطقة وأمانتها وهيئة تطويرها ومجالسها وأعيانها جهوداً مضنية ليرى الكل البشرى الملكية تتحقق واقعاً معاشاً، يفك اختناق الشارع الذي يقطع المدينة من أولها حتى آخر نقطة فيها!!؟

* يا أخي أتشرف بتوجيه الدعوة لك ولمن تحب معك من أهل بلدتك الذين يعيشون كما تعيش بين مئات الحفر والشوارع المهترئة -كما تقول - لترى حائل بعينين لا بعين واحدة، ولا “تتوهج” مرة ثانية وتوجه النداء لسمو وزير الشؤون البلدية والقروية بهذه الصيغة التي تدل في ظاهرها أنك طفت جميع مدن المملكة وكانت حائل طبعاً “المدينة” محطتك الأخيرة، فقلت بكل ثقة وجرأة عجيبة لمن هو أعلم بالحقيقة منك (... أستأذن سمو وزير الشؤون البلدية والقروية إن قلت: إن كل أمناء المدن والمناطق المماثلة من الحجم الوطني المتوسط ليسوا في حاجة إلى دورات ولقاءات أو ورش عمل أو انتدابات خارجية لرؤية مدن العالم المماثلة: هم يحتاجون إلى ثلاثة أيام من الراحة والاستجمام في عروس المملكة “بأكملها” كي يذرعوا شوارع حائل ومن ثم يكتشفوا أسرار هذا السر الوطني المدهش. مدينة بلا حفر، ومدينة بلا عقبات المشاريع، وكأنها انتهت من بنيتها التحتية قبل عقد من الزمن. مدينة تختلف فيها كل رؤية لأي تفسير في السؤال: لماذا كانت حائل مختلفة في مسيرتها البلدية عن أي مدينة سعودية أخرى من ذات الحجم: هل السبب في الأمين الحالي أم إنها بذرة أول رئيس بلدية لهذه المدينة؟ عدت مساء البارحة لحارتي ومنزلي وفي الذاكرة كل صور هذا “الحائلي” مثل من يغادر الحديقة ثم يسقط في حفرة. عدت من حائل إلى حارة لا علاقة لها بأي “أمانة” أو بلدية)!!!!؟

أما ما ذكرت من عجزك عن اكتشاف سر حائل حين قلت: (قصة “حائل” سر ضخم لم أكتشفه ولم أستطع حتى اللحظة رغم محاولاتي للتفكير في هذا “السر” الخطير حد حرارة الدماغ).

مبدئياً أقول لك وباختصار شديد..

* حائل فيها من جمال الطبيعة وروعة المكان ما يأسرك ويأخذ عليك لبّ عقلك ويغريك للتغني بها وعقد المقارنات مع مدن عالمية كان لك معها ذكريات وتاريخ..

* حائل جميلة بجمال أهلها وطيبتهم وحسن سجاياهم ودماثة خلقهم وكرم استقبالهم وحفاوتهم وضيافتهم وابتسامة محياهم.

* نعم إنها مدينة جميلة معشوقة أهلها وساكنيها، وغالباً ما تدغدغ مشاعر زائرها، ولكنها ليست كبيرة لتحتاج منك أن تمضي خمس ساعات تجوب شوارعها!! تلك الشوارع والأحياء التي أعجب فيها الكاتب، ليس فقط لنظافتها كما هو معروف عن حائل وإنسانها بل “لحسن تخطيطها وروعة تنظيمها وسلامة شوارعها من الحفر والاهتراءات التي يعيش هو فيها هناك في مكانه”!!

أعدك أن الأيام ستكشف لك الكثير عن هذه المنطقة وستعجب وتتعجب،،، مع استغرابي الشديد لوجود هذا السر عند أمثالك وهم بهذا السن ودائرة العلاقات الاجتماعية لديهم واسعة بحجم الوطن “مدنه وهجره وقراه”، والغريب كذلك أنك أول مرة تزرع شوارع الحبيبة “حائل”، والأكثر غرابة أنك رجل انطباعي تحب من النظرة الأولى مع أن الانطباعية قد لا تتوافق مع تاريخك الأكاديمي والصحفي،، عموماً شرفت بزيارتك لحائل الحبيبة وأتمنى أن نراك فيها مرة أخرى، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.

مقالات أخرى للكاتب