Friday 01/11/2013 Issue 15009 الجمعة 27 ذو الحجة 1434 العدد

قصيدة

لعبة الأيام
شعر: سعد عبدالله الغريبي

قالت تعاتبني: أراك نسيتني

ما عدت تحفل بي كما عودتني

ما عدت تسأل كيف أقضي اليوم أو

أمضي الليالي ساهرات أجفني

بعد الوصال تغيب عني فجأة

فيغيب عني النوم والعيش الهني

من غير عذر سابق غادرتني

وبلا وداع رحت ما أخبرتني

ما كان ضرك لو أتيت مودعاً

قبل الرحيل بساعة طمأنتني

حتى إذا ألقيت رحلك سالماً

في دار غربتك اتصلت.. أرحتني

* * *

فأحببتها: أو تحسبين بأنني

أهوى ابتعاداً عنك أو عن موطني؟

لو أستطيع لما تركتك ساعة

من يترك الجنات والشهد الجني؟

لكنها الأقدار تصدر حكمها

وأمامها لا بد من أن ننحني

هي لعبة الأيام تصفو برهة

وتعود أخرى بالشقاء تمدني

فكأنها موج البحار، فساعة

يعلو فيغرق، ثم إذ به ينثني

* * *

أحبيبتي أو تجهلين بأنني

رجل كريم الطبع صافي المعدن

لا أرتضي نكث العهود وخلفها

والغدر ليس طبيعتي أو ديدني

طبعي الوفاء مع العدو فكيف لا

أوفي مع الخل العزيز المحسن

لا تقلقي إن الزمان وإن قسا

وبدا لنا في عزمه كالأرعن

لا بد يوماً أن يخفف وطأه

ويعود ملتحفاً رداء المذعن

فنحقق الحلم الذي ما زال في

أذهاننا متوقداً مذ أزمن