Friday 01/11/2013 Issue 15009 الجمعة 27 ذو الحجة 1434 العدد
01-11-2013

آخر برميل نفط في العالم .. سعودي

يتساءل الكثير عن زمن نضوب النفط ومتى سوف يتم إنتاج آخر برميل نفط في العالم. الحقيقة أن الجواب على هذا السؤال صعب جداً وقد يترواح هذا الزمن بين 50 إلى أكثر من 100 سنة حسب الفرضيات المستخدمة والتي منها: استمرار النمو الاقتصادي العالمي والاستهلاك العالمي المضطرد للنفط والاكتشافات النفطية الجديدة والتطور والاكتشافات التقنية الجديدة لقطاع إنتاج النفط والغاز.

الشيء الوحيد والمهم الذي لايختلف عليه خبراء النفط العالمية أن آخر برميل بترول يُنتج في العالم سوف يكون مصدره هذه الأرض الطيبة المباركة أرض المملكة العربية السعودية. بمعنى آخر أن آخر برميل بترول سوف يكون سعودياً.

أضيف إلى ذلك أن 25% من احتياطات العالم النفطية توجد في المملكة العربية السعودية و 50% منها توجد في منطقة الشرق الأوسط. كما أن معدل استنزاف حقول النفط لدينا تُقدر ب 2% مقارنة ب 5-6% في باقي حقول العالم النفطية مما سوف يرفع نسبة احيتاطات المملكة النفطية و منطقة الشرق الأوسط على المدى البعيد مقارنةً باحتياطات العالم لتصل ربما إلى أكثر من 50% و 80% على التوالي.

هذه الحقيقة سوف تكون أحد العوامل الرئيسية التي سوف تساعد على هجرة شركات النفط النفطية الخدمية ومراكز أبحاثها من أمريكا وأوروبا إلى منطقة الشرق الأوسط . بل إن هذه الهجرة بدأت بالفعل حيث نجد شركة هاليبورتن العالمية تنقل مركزها الرئيسي من أمريكا إلى إمارة دبي ونجد الكثير من هذه الشركات تنشأ مراكز أبحاث في هذه المنطقة التي حباها الله بكميات ضخمة من النفط.

السؤال هنا يتمثل في معرفة مدى استعداد المملكة العربية السعودية لإستثمار هذه الهجرة المُحتملة لهذه الصناعة وما مدى فعالية أنظمة الاستثمار الخارجي وأنظمة العمل والعمال لتحفيز هذه الهجرة وتشجيعها ليكون موطنها النهائي هنا في السعودية بدلا من دبي وذلك للفائدة الاقتصادية الكثيرة المُتوقعة منها.

كما أنني أتساءل عن مدى استعداد جامعتنا وخاصة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ( كاوست) وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن لدعم هذه الشركات إذا قررت اختيار المملكة العربية السعودية كمقر رئيسي لها ولمراكزها البحثية.

أقترح من خلال هذا المنبر لهيئة الاستثمار العامة بالتعاون مع وزارة البترول و مدينة الملك عبد الله للطاقة النووية والمتجددة عمل دراسة جدوى اقتصادية لإنشاء مدينة جديدة وحديثة خاصة بصناعة وقطاع الطاقة العالمية النفطية والنووية والمتجددة يطلق عليها مدينة الطاقة. وربما يكون موقع هذه المدينة الجديدة في صحراء الدهناء وذلك لقربها من حقول النفط والغاز وقربها من مدينة الظهران والعاصمة الرياض.

كما أقترح مضاعفة الجهود لتعزيز الدراسات العليا والبحث العلمي الخاص بصناعة النفط والغاز وخاصة هندسة البترول والغاز الطبيعي من خلال استحداث مركز بحثي جديد للنفط والغاز في جامعة الملك عبدالله (كاوست) وتقوية مراكز البحوث النفط والغاز القائمة في جامعة الملك فهد والملك سعود ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. ولا أنسى هنا الإشارة إلى أهمية فكرة إقامة كلية علوم الأرض وهندسة البترول على نمط ونظام كاوست تابعة لجامعة الملك فهد للبترول.

هذه الجهود إن تحققت سوف –بلا شك- تساعد على رفع مراكز جامعات ومراكز أبحاث النفط والغاز في المملكة عالميا بشكل يُشجع ويُحفز هذه الهجرة المتوقعة لصناعة النفط والغاز العالمية.

كما يجب أن تكون لدينا رؤية وخطة استراتيجية لوصل إحدى جامعات المملكة خلال 10-15 سنوات القادمة لأفضل 5 جامعات عالمياً في قطاع هندسة البترول والغاز خاصة في مجال الدراسات العليا والأبحاث الخاصة بها.

أعتقد أن كاوست مهيئة للوصول إلى هذه المرحلة إذا ما تم استحداث هذا المركز البحثي، وأعتقد أن فكرة كلية علوم الأرض التابعة لجامعة الملك فهد سوف تساعد المملكة للوصول إلى هذا الهدف وتحقيق هذه الرؤية إذا ما تم إنشاؤها على نمط كاوست.

فهل سوف تتحق هذه الرؤية ؟ وهل سوف تستحوذ المملكة على نصيب الأسد من هذه الهجرة المحتملة؟ أم أن هذه أحلام يقظة؟ أترك الجواب لمن بيده القرار ويستطيع تحقيق هذا الحلم الجميل.

www.saudienergy.net

Twitter: @neaimsa

مقالات أخرى للكاتب