Saturday 02/11/2013 Issue 15010 السبت 28 ذو الحجة 1434 العدد
02-11-2013

جمعية كتاب الرأي ومستقبلها

شعرت الأسبوع الماضي وأنا في قاعة التصويت لتأسيس وقيام جمعية كتاب الرأي بإحساس اعتدت عليه يراودني دائما في العديد من المناسبات هذا الإحساس يتلخص بأننا نأتي دائما متأخرين, فجمعية لكتاب الرأي لولا الله ثم حماس الأساتذة : علي الشدي , وخالد السليمان , ومحمد الأحيدب وعبدالعزيز السويد ود عبدالله القفاري وآخرون لكانت هذه الجمعية من المنسيات ,وتبقى في طي الكتمان حتى يأتي كتاب جدد متحمسين لإنشائها .

عمرنا الحضاري (80) سنة وهذا عمر قد يكون كافيا لتغيرات حضارية فهناك دولا ولدت حضاريا بعد حروب طاحنة مثل اليابان وكوريا وألمانيا ودولا أصبحت عملاقة في ظرف عقدين من الزمن مثل ماليزيا وسنغافورى و الأمارات (دبي) وتايوان . ليس عذرا أن نتعلق بطول الزمن والعمق الحضارات لأن الدول التاريخية في أفريقيا واسيا مازالت تعاني من الفقر والجهل .

جمعية كتاب الرأي التي ولدت لشعور الزملاء كتاب الرأي أنه ليس لهم تكتل ثقافي ولا تجمع ولا تصنيف مهني فكان لابد أن يكون لهم تجمع رسمي تحت مظلة مؤسسات الدولة أو خارج الرسمية يعبر عنهم ويمثلهم في المحافل والتكتلات الدولية .

عدم أنشاء جمعية أورابطة في وقت مبكر من العمل الإعلامي والثقافي جعلنا أكثر شحا وعقما في ولادة كتاب رأي مشاهير ومميزين على مستوى العالم أو حتى على مستوى العالم العربي فالمحطات التلفزيونية تزخر بالعديد من كتاب الرأي والمعلقين والمحللين ونحن نفتقد إلى شخصيات مميزة في كتابة الرأي السياسي والاقتصادي والاستراتيجي والاجتماعي والعسكري رغم كثرة الحروب من حولنا والتطورات السياسية والاقتصادية السريعة والمتكررة, بالمقابل بلادنا يحفظها الله تميزت في مجالات عدة مثل: العلوم الشرعية واللغة العربية والطب والعلوم الطبية والحاسب والهندسة و التجارة والصناعة الإعلامية وبقينا أشبه بالمعدمين من كتاب الرأي رغم أن لدينا أكبر صناعة اعلامية من محطات فضائية ومؤسسات صحافية وشركات التواصل الاجتماعي , ولنا في المجال الإعلامي سجل طويل وتميز في صناعة الإعلام.

كاتب الرأي لهم تاريخ طويل مع الرقابة,فقد كانت النظرة الرقابية لهم من داخل المؤسسات الإعلامية والأوساط الرقابية الإدارية نظرة شك وحذر وريبة وعدم توافق وهذا أدى إلى عدم ولادة الكاتب لأن في سجله توقف متكرر عن الكتابة, وانقطاع طويل عن النشر , وأيضا الضغط النفسي وحرمانه من حقه الكتابي وحقه المادي وجعله في جو نفسي يعيش صراع مابين تحقيق طموحة المهني وبين إرضاء المؤسسات الإعلامية وسياسة النشر . قد يكون هذا من الماضي فالمملكة تقدمت خطوات بفضل الله ووجود قيادات أوجدت مساحات واسعة من هامش حرية الرأي , وكذلك بسبب التطور التقني عبر وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي , وانفتاح الأفق أمام المحطات الفضائية,لذا يتوقع أن يولد جيل جديد من كتاب الرأي تكون جمعية رأي إحدى الحاضنات لجيل قادم , لن يمر بإذن الله بما مر به هذا الجيل والذي مازالت النظرة إليه مملؤه بالشك تتفاوت نسبتها

حسب وعي المؤسسات الإعلامية ونضجها.

مقالات أخرى للكاتب