Saturday 02/11/2013 Issue 15010 السبت 28 ذو الحجة 1434 العدد

من خلال فكرة معرض القيم في ملتقى شباب بريدة‎

الكاريكاتير والألوان والحوار لعلاج القضايا الاجتماعية

بريدة - عبدالرحمن التويجري / تصوير - سيد خالد:

هل بات من الممكن اندماج الفكرة والتصور والنتيجة في عملية مقننة بحيث يمكن للمعنى أن يشخص واقعه ويخرج بقيمة منطقية تساعده على التغيير، وإجابة على هذا السؤال الذي يفكر فيه الشباب تحديداً، فإنه يمكن الجزم بالإجابة الإيجابية ذلك أن من يبحث عن الإجابة بمثابة المتعلم الذي يبقى بحاجة إلى السير خطوة بعد خطوة لتحقيق جملة من مكتسبات منظمة ومنسقة وهذا ما يفرض وجود المحتوى لإرشاده ومساعدته لبناء ما يحتاج تعلمه وفهمه.

ومن هنا لفتت فكرة معرض القيم في ملتقى شباب بريدة الفائت المقام على الدائري الداخلي شرق مدينة بريدة أنظار الزوار بسبب طريقة الطرح المتجددة وغير المسبوقة، يقول سفيان الضالع مشرف معرض القيم: إن المعرض خصص بعض القضايا الاجتماعية المنتشرة في المجتمع محاولاً علاجها لزواره عبر طرق حديثة تعتمد على مراعاة الجوانب النفسية للمتلقي، حيث يجتمع الزوار في المرحلة الأولى أمام شاشة عرض للتعريف بالقضية التي سيتم عرضها ومناقشتها، ومن ثم يتم الدخول للغرفة الأولى التي تحتوي على رسومات كاريكاتورية معبرة عن القيمة اليومية المتداولة، قام برسمها حصرياً للمعرض رسام الكاريكاتير المعروف هاجد، وبعدها ينتقل الزوار للغرفة الثانية (قاعة الأفلام) التي تعرض أفلاما أعدها تربويون وأكاديميون خصيصاً لمعالجة قضية اليوم التي يطرحها المعرض، وبعد انتهاء الفيلم يتم التوجه لغرفة الحوار وسماع أحد المتخصصين من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتبسيط القيمة خلال أقل من خمس دقائق، لينتقل الجميع للغرفة الرابعة التي تشرف عليها الجمعية العلمية السعودية للدراسات الفكرية المعاصرة (فكر) وهي مخصصة للتحاور وعصف أذهان الزوار عما شاهدوه وتلاقح للأفكار، وبعدها يتوجه الحضور للغرفة الأخيرة وهي مكتبة القيم التي ترعاها مكتبة الملك سعود ببريدة، ويتم من خلال هذه المكتبة تقديم المرطبات والفطائر في جلسات بانورامية مُطلًة على كافة فعاليات المهرجان. من جهته عبر محمد الرويس من محافظة شقراء عن دهشته بالطرق المذهلة التي قام بها منظمو المعرض لإيصال المعلومات، واستغلالهم الألوان الزاهية التي أعطت جمالاً آخر يضاف لجمال الفكرة. فيما أشار الزائران عبدالمحسن المريخي وماجد العتيبي إلى أن تعدد الغرف أدى إلى زيادة شغف التلقي لديهم، ومعبرين عن إعجابهما بتطور طرق تقديم المعلومة وإيصالها بكل سهولة للمتلقي دون ملل.

كما تميز ملتقى شباب بريدة الذي أقيم مؤخراً على الدائري الداخلي الشرقي لمدينة بريدة، بالأفكار الجديدة التي أثرت الفعاليات وجعلتها أدوات جديدة تستهوي الشباب والتي منها فعالية (بصمة) التي يحتضنها مخيم أنشئ بطريقة إبداعية ونفذ ديكورها بطريقة جمالية حيث تعتبر الفعالية شبابية اجتماعية تعتمد على تنمية الفكرة والطرق المثلى في الحوار، وتتكون من فورتي فايف (45) وسينما بصمة وأتغير وإستيديو بصمة الفوتوغرافي وأصدقاء الملتقى.

ويمثل برنامج فورتي فايف جلسة حوارية ذات طابع هادئ وذات ضيافة تناسبها، يطرح فيها مواضيع اجتماعية شبابية من أهدافه إثراء الجانب الحواري بين الشباب، تدعيم اهتمامات الشباب، القرب من الشباب وفتح المجالات أمامهم، ربط الشاب مع قيادات المجتمع بمختلف الاهتمامات، استغلال أوقات الشاب بما يعود عليه بالنفع والفائدة.

فيما يعرف برنامج السينما التابع لفعالية البصمة على أنه توعية بطعم التقنية يقدم العديد من المقاطع المنوعة والهادفة، مع تزويد كل مقطع بصوت خاص ويهدف إلى تعزيز القيم والأخلاق الإسلامية وجذب الشاب نحو الفائدة والمتعة وإثراء الجانب الثقافي لدى الشاب إلى جانب ذلك التوعية الاجتماعية للشاب بما يعود عليه وعلى المجتمع بالفائدة واستثمار التقنية بالتوعية.

ويأتي برنامج أتغيّر ثالثاً والذي يعرف بالمكان المهيأ والهمة الوقادة لمسألة التغيير السلوكي وذلك عبر جلسة تغيير للأفضل - بإذن الله، ينثر فيها الشاب همومه مع أحد المستشارين والدعاة، في جو هادئ منعزل عن الآخرين ومن أهداف هذا البرنامج الاستماع إلى الشاب وفهم همومه وإسداء التوجيهات، وتبادل الآراء والأفكار بحرية خاصة.

وتحتضن خيمة البصمة استيديو للتصوير الفوتوغرافي كوسيلة جذب للشباب عبر توفير استيديو فوتوغرافي خاص لـ (بصمة) حيث يستفيد منه من يحضر فعالياتها وذلك كوسيلة جذب للشباب إلى برامج (بصمة) ولغرض إهداء صورة خاصة لمشاركي (بصمة) كذلك التماشي مع اهتمامات الشباب في مجال التصوير.

ويختتم زائر مخيم فعالية بصمة ببرنامج أصدقاء الملتقى وهو عبارة عن جلسة مفتوحة للشباب، يتخللها لقاءات دينية واجتماعية عفوية تجمع مرتادي الملتقى بجلسة عفوية مفتوحة للترويح وإثراء المكان بإيجابية.

المشرف على الفعالية محمد المرزوق ذكر أن فعالية بصمة التي تنفذ لأول مرة في المهرجانات والملتقيات الشبابية هي نتيجة لفكرة تم إتقان العمل فيها، لتقدم بقالب جديد يجذب زائرها ويتماشى مع فكرتها وأهدافها، ويقول على سبيل المثال إن أجهزة الترفيه الجديدة والعصرية مثل (الآي بود) تعدّ أدوات إبداعية بالرغم من أنها صنعت من نفس مواد عناصر الأجهزة الإلكترونية الأخرى، ولا يعيب ذلك أنها إبداع جديد يضاف إلى عالم التقنيات الحديثة ووسائل الترفيه ومثال آخر دورة كرة القدم في الصالات تعدّ عملاً إبداعياً في الرياضة، حيث تضمنت شروطاً إضافية وطرقاً جديدة لمزاولة اللعبة بالرغم من أنها مشتقة من اللعبة الأم، لذا حينما تريد أن تحاور الشباب وتتفهم حاجتهم تحتاج العملية لفكرة متطورة وقيمة.ويضيف الحوار الذي يجب أن يكون مع الشباب زوار الملتقى ينبغي أن يكون أسلوب حياة، يكون للجميع، ويهدف لأن يكون كل حوار يؤدي إلى تربية جيدة، لذا فإن آلية الحوار في فعالية بصمة حوار جيد وعلمي وموضوعي يقوم على أسس أخلاقية جيدة، حيث يتوفر الحوار الجيد والمديد والمستمر فإنه يولد، ويقتضي بطريقة غير مباشرة عدداً ممتازاً من الأفكار والمفاهيم والرؤى والمبادئ والعادات والسلوكيات الصحيحة والرائدة.