Monday 04/11/2013 Issue 15012 الأثنين 01 محرم 1435 العدد
04-11-2013

سموم خادعة لذيذة!

العولمة في زمن الهمبرغر والوجبات السريعة أوجدت جيلاً، بل أجيالاً، من الناس مفرطي البدانة! هذا الوباء ليس في أمريكا الشمالية وأوروبا والبلدان الثرية وحدها وإنما أيضا في البلدان المتخلفة الفقيرة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

وقد وصل هذا الوباء إلينا، في مجتمعاتنا الخليجية والعربية، ناشراً معه أينما حل مختلف الأمراض الخطيرة. وقد بلغت السمنة في المملكة وفي دول الخليج مستويات قياسية غير مسبوقة، وهي سُمنة مرَضيَّة بعكس ما كان الناس في السابق يعتقدونه من أن السمنة هي علامة الصحة البدنية عندما كان المجتمع فقيراً وبسيطاً.ولمكافحة وباء الوجبات السريعة قررت دولة المكسيك فرض ضرائب مرتفعة على هذا النوع من الطعام بما في ذلك المشروبات الغازية المشبعة بكميات كبيرة من السكر، كما أن دولاً أخرى فعلت نفس الشيء أو أعلنت أنها في سبيلها إلى ذلك.

كان المجتمع الأمريكي، ولا يزال، سباقاً إلى التفنن في ابتكار الوجبات السريعة والعديد من المنتجات الاستهلاكية المغرية في مذاقها وفي مظهرها ولكنها منخفضة الفائدة وأحياناً مضرة. وكان ذلك نتيجة لطبيعة الحياة السريعة وأوقات العمل الطويل والانقطاع عن المنزل وتغير تركيبة الأسرة وأدوار الأفراد فيها، وعندما اجتاحت العولمة أركان المعمورة كانت الولايات المتحدة هي من يقود تلك العولمة فأغرقت أسواق الدنيا بالمزيد من مبتكراتها بما في ذلك طريقتها في العيش وعادات الأكل، وصارت الوجبات السريعة هي الطعام المفضل حتى في المجتمعات المنعزلة البدائية التي تختلف ظروفها بشكل جذري عن ظروف المجتمع الأمريكي المطحون بضغوط ومتطلبات الحياة العصرية السريعة.إنني لا أدعو بالضرورة، إلى فرض ضريبة على الوجبات السريعة المضرة بالصحة كما فعلت المكسيك وبعض الدول الأخرى ولكنني أتمنى ترشيد الغزو الإعلاني الدعائي الذي يطاردنا صباح مساء في وسائل الإعلام وقنوات الإعلان المختلفة، وخصوصاً صغار السن. فهذه الإعلانات الدعائية التي تروج للوجبات السريعة أصبحت الآن تُشَكِّل ذوق المستهلك وتأخذه بعيداً عن الأطعمة التقليدية التي تشتمل على عناصر غذائية مفيدة. وقد صار من المألوف والطبيعي في بيوتنا أن ينقسم أفراد الأسرة الواحدة حسب فئاتهم العمرية فيتناول كبار السن وجبات تقليدية في أوقات معينة بينما يعتمد الصغار على ما يطلبونه من المطاعم أو ما يأخذونه من الثلاجة مباشرة إلى المايكرويف!!

هذه الأطعمة السريعة التي تحتوي على مواد كيماوية وبقايا رديئة من المكونات الغريبة هي للأسف شهية ولذيذة ولكنها فتاكة ومؤذية للصحة وخاصة في المدى الطويل، ومع ذلك هناك غياب كبير للجهات المسؤولة عن توعية المستهلك وحمايته من مخاطرها حتى في الحدود الدنيا المتمثلة في نشر المعلومات وإتاحتها للمستهلك ليحدد خياراته عن وعي فيتحمل مسؤولية نفسه بنفسه! لذلك نناشد وزارة الصحة ووزارة التجارة وكل الجهات ذات العلاقة أن تواجه هذا الوباء، على الأقل عن طريق نشر المعلومة المفيدة حول مخاطر الوجبات السريعة.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب