Friday 08/11/2013 Issue 15016 الجمعة 04 محرم 1435 العدد
08-11-2013

احترام الموعد دليل على احترام الإنسان لنفسه

ثقافة احترام الموعد في مجتمعنا شبه معدومة عند البعض والبعض الكثير، وهذا دليل على السلوك غير الحضاري وعدم الاهتمام بالطرف الآخر. إنّ عدم احترام الموعد لم يعد عند عامة الناس بل نجده عند موظفي الدولة الذين يحضرون لمكاتبهم متأخرين، كذلك عند موظفي القطاع الخاص ولكن بنسبه أقل من موظفي الدولة وطلاب الجامعات وهكذا.

من عادة بعض الناس وللأسف يتأخر عن الموعد الذي اتفق به مع الطرف الآخر، لكنه يتأخر عمداً ظاناً أنّ هذا نوع من الجاه ( البريستيج)، ولم يعلم إنه يقلل من نفسه واهتمام الآخرين به اعتقادا خطأ.

غالبية الشعوب العربية من المغرمين بترديد الأمثال التي تحث على الالتزام بالمواعيد ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)، لكننا نطبق المقولة (مواعيد عرقوب) ونعشق لبس الساعات غالية الثمن، إذا سألت نفسك كم ساعة تملك سوف تجد الإجابة أكثر من ثلاث ساعات ساعة اليد وساعة الجوال وساعة السيارة والكثير من الساعات، لكننا نفرّط بالوقت ونضيّع العمر، الوقت ثروة لا يجب علينا إهدارها وعلينا أنْ نستثمره بما يفيد.

الطفولة هي مربط الفرس، الطفولة هي مهد تعلّم احترام المواعيد وغرس الالتزام بالمواعيد، وعلى الأم تقع المسئولية، لأنّ هذا التعليم يحدث قبل سن المدرسة، على الأم أن تحدد مواعيد لمشاهدة التلفزيون وموعد النوم وموعد تناول الوجبات وهكذا، من هنا نبني جيلاً يحترم المواعيد يختلف عن جيل ( بين عِشاوين) أي بين المغرب والعشاء.

الوقت الذي يمضي من أعمارنا لا يعود مرة أخرى، وهناك مقولة بهذا الشأن (إنك لا تستطيع أن تستحم في مياه النهر مرتين).

وفي الختام هناك من لا يلبس الساعة ولا يهمه كم الوقت فكيف يضرب مواعيد مع الآخرين، علينا جميعاً أنْ نحسّن صورتنا في المحافل والندوات والدورات والمؤتمرات الدولية بالالتزام بالمواعيد، ونمحي الصورة الراسخة في أذهان الآخرين عن عدم تقيدنا بموعد الحضور، وهذا ما حدث حين كنتُ على رأس العمل، وفي أحد الاجتماعات مع الجانب البريطاني جميع فريق العمل وصل مكان الاجتماع حسب الموعد المحدد مسبقاً استغرب الجانب البريطاني ؟ ساهمنا في محو الصورة الراسخة في الأذهان وعلى الجميع القيام بذلك.

sureothman@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب