Saturday 09/11/2013 Issue 15017 السبت 05 محرم 1435 العدد
09-11-2013

1000 حالة خُلع !!

خلال عام واحد فقط صدر ألف حكم بالخلع بـ(عوض) ونضع تحت بعوض أكثر من خط، نقرأ حالات الزواج والطلاق في المملكة ونقرأ خللاً في حقوق المرأة يصاحب هذه المسيرة التي هي مسيرة عقد من أوثق العقود الإنسانية.

كتبتُ في هذا المكان أكثر من مقال حول حقوق المرأة الشرعية المهدرة، وذكرت منها هذه القضية، قضية إعطاء الرجل ما دفع وربما أكثر من أجل ان تنال المرأة حريتها من رجل لم يكن كفؤاً لها. آلاف النساء دفعن لأزواج لم يكونوا على قدر المسؤولية.

ما أزعجني رد لأحد الفقهاء بأني مبالغ كوني جعلت قضية الخلع بعوض ظاهرة، وقد سألت أحد القضاة في حينها وأفادني بأن الخلع بعوض يحصل بكثرة وفي الغالب يكون رغبة من الزوجة في إنهاء وضعها بأقصى سرعة دون تقديم إثباتات على عدم كفاءته الزوجية.

لا أريد أن أدخل في نزاعات فقية ولكنني أريد فقط من الجهات القضائية النظر في هذه الظاهرة التي تمس الإنسان الأضعف (المرأة) وأن تجعل من نفسها، أعني المؤسسة العدلية، مدافعاً ومحامياً عن المرأة الطالبة للخلع، فهذا من العدل، وهذا من رفع الظلم الذي أمرنا به ديننا الحنيف.

تزوجته بناء على تزكية والديه التي أوصلته لدرجة عالية من التميز، ولطيبة قلبي والديها قبلا به زوجاً لابنتهما، وما هي إلا أشهر لتعود العروس محملة بأثقال من الألم النفسي والقهر والظلم، فلم يكن العريس سوياً لا ديناً ولا عقلاً، طلبت الطلاق فلم يكن إلا الخلع بعوض!! أما كيف بعوض وهو غير سوي؟ فهذا بسبب القضاء الذي من أراد أن يصل للحق الشرعي فعليه أن ينتظر المواعيد المطولة التي تسبب ألماً فوق الألم ! قضاء شرعي نحمد الله عليه كثيراً ولا نشك في نزاهته وتحكيمه لشرع الله، ولكن المشكلة إدارية بحتة.

1000 حالة خلع بعوض خلال عام واحد لا تسترعي الانتباه؟ لا تسترعي عقد ندوات وورش عمل للخروج برؤى تحد من الظاهرة, وتضع ضوابط لهذا الاستهتار بكرامة المرأة؟!

إن قبول المرأة الخلع بعوض كما أسلفت من أجل الإسراع في إنهاء علاقتها التي صارت مؤلمة بهذا الرجل، وإلا فغالب طالبات الخلع وقع عليهن ظلم مزدوج، ظلم التغرير بها عند الزواج بهذا الرجل سواء من قبل أهله أو من قبل من استشيروا ولم يكونوا أهلاً للثقة، وظلم من القضاء في عدم وجود جهاز يتولى التحقق من حالة هذا الرجل من جميع الوجوه.

إنني أطالب بأن تتولى المحكمة التأكد من مسببات طلب الخلع بنفسها من خلال أجهزة الدولة المعنية، وخلال مدة محددة، وإنني على ثقة بأن تختفي هذه الظاهرة إذا سن هذا النظام، لعلم هؤلاء الرجال بأن أجهزة الدولة قد تكشف ما كان مستوراً من فساد أخلاقي وديني وعقلي في حالة تتبع حالته.

أختم بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيراً).

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب