Friday 25/10/2013 Issue 15002 الجمعة 20 ذو الحجة 1434 العدد
25-10-2013

قالها المؤسس ... ونقولها نحن اليوم

كرامة الوطن وكرامة الأمة خط أحمر لا نقبل المساس به، وإن مرت ظروف ومواقف جعلتنا نرخي رؤوسنا لتمر العاصفة فهذا لا يعني أن هذا مبدأ نؤمن به، أو تنازل نقره، لكنها السياسة وتغليب المصلحة العليا.

منذ أن تأسست هذه البلاد وهي منفتحة على العالم شرقه وغربه ومتعاونة مع كل المنظمات العربية والإقليمية والدولية، بل مؤسسة لكثير منها، وما ذلك إلا إيمان منها بأهمية العمل الجماعي ودوره في تحقيق العدالة والسلم لشعوب العالم أجمع.

تفعل ذلك المملكة العربية السعودية منطلقة من دستورها العظيم الذي تنص آياته على أهمية السلم للبشرية جميعا, وأهمية العدالة والإنصاف، وتجريم سفك الدماء وترويع الآمنين، وهتك الأعراض واغتصاب الديار، بل وتحرم الشريعة قلع الأشجار في حالة الحرب مع العدو، في نظرة بيئة حضارية راقية لا يعرفها الغرب ودساتيره الوضعية !

وقفت المملكة مع منظمة الأمم المتحدة طوال العقود الماضية وناضلت من أجل قوة هذه المنظمة العالمية رغبة منها في أن تحقق هذه المنظمة شيئاً للبشرية وللأمة العربية والإسلامية، وكانت كل مرة تحس بالجور تجاه قضايا الأمة تحاول بطريقة أو بأخرى أن تساعد هذه الشعوب المغلوبة على أمرها لتخفيف وطئت ظلم هذه المنظمة لهذه الشعوب، وفي كل مرة تطالب أن لا يكون الكيل بمكيالين، ولكن في الآونة الأخيرة بلغ السيل الزبى، وبلغت الروح الحلقوم من هذا الظلم ومن هذا الفساد المستشري في جسدٍ صار عارٍ من كل القيم الإنسانية.

فازت المملكة بمقعد غير دائم، وهو في الحقيقة مكسب سياسي مهم، ولكن لكون هذا المنصب لن يغير من الحال شيء في ظل هذه الهيمنة والتجهيل والتجاهل لكل دول العالم من قبل كتل محددة بيدها الأمر من قبل ومن بعد، رأت المملكة أن كرامتها وقيمة قيادتها السياسية عند شعبها أولاً وعند شعوب الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع أهم بكثير من هذا الكرسي، فآثرت الاعتذار عن قبوله، ضاربة بمشاعر (الكبار) عرض الحائط، فقد ولى زمن المجاملات وزمن المداهنات وصارت اللعبة مكشوفة.

الرياض- واشنطن والعلاقة التي يرى البعض أنها بدأت تهتز بهذا الموقف السعودي غير المسبوق من منظمة الأمم المتحدة، وللحقيقة فإن العلاقة منذ المراوغة الأمريكية من القضية السورية وهي في وضع غير جيد، فالمملكة ترى أن الموقف الأمريكي من القضية الإنسانية في سورية موقف غير أخلاقي البتة، وما قضية الكيماوي إلا خاتمة سيئة لهذا الموقف المراوغ.

المملكة العربية السعودية تعتذر عن قبول عضوية دولية الكل يسعى للحصول عليها، لا شك أنه موقف أخلاقي كبير، قدره العالم الحر والعالم العربي والإسلامي خير تقدير، وأغضب من أغضب ممن يعنيهم فساد هذه المنظمة، ولكن المملكة بردها الواضح والصريح أعاد للأمة شيئا من هيبتها وكرامتها.

إن هذه الخطوة الكبيرة من القيادة السياسية للمملكة تعد في المسار الصحيح، مسار هيبة المملكة وهيبة الأمة العربية والإسلامية، التي نقولها بكل صراحة ووضوح استبيحت خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت ومخز.

إن الشعب السعودي يقف صفاً واحداً مع قيادته، هذا الشعب الذي يعد هو القوة الحقيقية للدولة، وهو صمام الأمن - بإذن لله - من كل عاديات الزمان، شعب وقيادة يد واحدة وصوت واحد، لن يقهره عدو متربص ولا حاقد متستر.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب