Monday 11/11/2013 Issue 15019 الأثنين 07 محرم 1435 العدد
11-11-2013

مدن سعودية تفقد ملامحها

الطراز المعماري الغريب الذي بدأ يجتاح مدننا في السنوات الأخيرة يتناغم مع ما نراه في أماكن ومدن أخرى خارج بلادنا. ربما هو يجعلنا نشعر بأننا نواكب مستجدات الفن المعماري العالمي وأننا نقع في قلب هذه الثورة المعمارية التي نراها في مدن عريقة مثل لندن التي طالما حافظت على «وقارها» المعماري من خلال بنايات شهيرة تعود إلى مئات السنين يتكرر ذكرها في الروايات والقصص والمسرحيات والكتب منذ زمن شكسبير وحتى قبله ولازالت تنتصب شامخة في شوارع ومواقع مهمة من لندن.

قد تبدو بعض هذه البنايات الجديدة مثيرة للخيال، وقد تبدو كعمل إبداعي رائع من منظور فني بحت، لكن هل هي حقاً ملائمة للبيئة المحلية، وهل هي الخيار الوحيد الذي يتعين علينا استنساخه بتفاصيله التي نراها في مدن وأماكن أخرى تختلف مناخاتها وظروفها عما هو عندنا في بيئتنا الصحراوية؟

أتساءل كثيراً، وأنا غير المتخصص في هذا المجال، أين هي إبداعات معماريينا المحليين؟ أين هي بصماتهم في هذه الثورة المعمارية الكاسحة؟ فكل ما نراه حولنا مستنسخ ومكرر بشكل أو بآخر ويذكرنا بمباني شاهدناها في مدن أخرى!

أما المحزن فهو اختفاء الكثير من المباني العريقة التي كانت معالم في الرياض وبعض المدن السعودية الأخرى، وكان من الواجب أن نحافظ عليها لأنها جزء من تاريخنا وذاكرتنا. وقد قرأت قبل أيام في «الجزيرة» تحقيقاً عن المبنى التاريخي لمستشفى الملك سعود الذي رسخ في ذاكرة الناس ليس في الرياض فقط بل في أذهان كل الذين كانوا يترددون على الرياض طلباً للاستشفاء.

لست ضد التطور، ولست ضد أن نتفاعل مع الإبداعات المعمارية الجديدة، لكنني أتمنى أن نكون انتقائيين فنختار ما يناسب البيئة المحلية. والأهم من ذلك هو ألا نفرط بما بقي لدينا من معالم معمارية فتفقد مدننا وقرانا هويتها وملامحها وذاكرتها.

أجزم أن هذه القضية لا تغيب عن اهتمام الأمير سلطان بن سلمان، ليس فقط كرجل مسؤول عن السياحة والآثار وما يرتبط بها من أمور، وإنما أيضاً كعاشق للمعمار ومهتم به وككاتب وممارس، وقد قرأت له ما أعجبني وشاهدت مباني تاريخية حظيت بإشرافه واهتمامه؛ فهل يتبنى مشروعاً وطنياً شاملاً للمحافظة على المعمار المحلي وتطويره على نحو يجمع بين المعاصرة والتقليد؟

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب