Tuesday 12/11/2013 Issue 15020 الثلاثاء 08 محرم 1435 العدد
12-11-2013

جامعة نورة والتشويش

أبهرت مباني جامعة الأميرة نورة وتجهيزاتها الحديثة ـ عدا عن موقعها الاستراتيجي في قلب مدينة الرياض ـ عديدا من الناس، فكثير منهم مشيد بها وقليل حاسد لها وممتعض من تعزيز الدولة لمكانة المرأة وتكريمها، والساخط من هؤلاء لم يكتفِ بالتبرم لوحده، بل صار يخلق الفرص للانتقام والتشويش على منسوبات الجامعة من الطالبات والموظفات ! حتى أصبح من المألوف النيل من الجامعة ومن إدارتها، والتشكيك بمنسوباتها وتلويث سمعتهن عند أي بادرة حضارية تقوم بها الجامعة، ولعل آخرها ما عمد له أحد الأشخاص ممن يصنف نفسه من الحسبة المتعاونة بمعارضته المارثون الرياضي الذي نظمته كلية الآداب بالجامعة، والذي يهدف إلى التوعية الصحية للطالبات، وزاد من ذلك حينما قام بنشر صور نسبها للطالبات معتمدا (بخبث) على اسم فتاة قد يكون أوجد لها اسما عاما، وربما لا يكون صحيحا أو مختلقا ! وصار يثير الناس على بناتهم وزوجاتهم بحجة التغريب والتآمر على المرأة وتخريبها، مما أثار استياء الطالبات وأسرهن.

وبرغم تصرفه الأرعن، إلا أن عجلة الجامعة تسير بمثابرة نحو هدفها غير آبهة بالأبواق الناعقة ! لإدراكها أنها صرح علمي يقوم بواجبه تجاه المجتمع من تعليم الفتيات وتأهيلهن ليصبحن فاعلات في المجتمع ويقمن بواجبهن تجاه الوطن.

والحق أن جامعة الأميرة نورة تتعرض لهجوم منظم شبه يومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من قلة تافهة لا ترى في تعليم المرأة وتثقيفها علميا وصحيا واجتماعيا ضرورة، بل تعده ترفا وخروجا عن الضوابط الوهمية، ويرون في التطور رذيلة ! فهم أبداً يواصلون الهجوم تارة بالكذب وتارات بالتهويل وأخرى بتحريم المباح بحجة التغريب والكفر والإفساد والعبث بالثوابت الشرعية ! وتبعا لذلك فإن منسوبات الجامعة يتعرضن للأذى مما ينشر كذباً وتدليسا، ويواجهن التساؤلات عن وضع الجامعة وصحة ما ينشره أحد المغرضين من الجهلة المتعنتين بالتويتر والذي ينبغي الوقوف في وجهه وصده بالطرق الرسمية والتحقيق معه في مسألة نشر الصور، والإساءة للجامعة والتشكيك بمنسوباتها وشرفهن أمام أولياء الأمور، ومطالبته للقيادة بفرض الوصاية القسرية عليهن، وهو ما يتنافى مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمره الكريم بإنشاء هذا الصرح العلمي ليُظهر للعالم أجمع حرص المملكة على تعليم المرأة وتكريمها كما يدعو لذلك الإسلام، ويوصي به رسوله صلى الله عليه وسلم.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب