Sunday 03/11/2013 Issue 15011 الأحد 29 ذو الحجة 1434 العدد
03-11-2013

شبابنا بين موقفين!

تناقلت وسائل الإعلام المختلفة عدة صور لشباب سعوديين في موسم الحج، وهم يحملون الأطفال وكبار السن لمساعدتهم على رمي الجمرات أو عبور الطرق، وهناك مواقف أخرى بيضاء لم توثق ولم تحظَ بالتصوير والنقل وهي مواقف مشرِّفة لأولئك الشباب الذين يعكسون صوراً جميلة لمجتمعنا العربي المسلم الذي يحضّ على النبل والشهامة ومساعدة الضعفاء، وأحسب أن الجميع أسعدته تلك السلوكيات الإيجابية الصادرة من شباب ينتمي لجهاز الأمن التابع لوزارة الداخلية.

وعلى جانب آخر نقلت لنا بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، حالات شاذة من التحرُّش التي قام بها ثلة من الشباب المستهتر ممن لا يتصفون بالخلق الإسلامي الرفيع ولا القيم العربية الأصيلة، حينما ضايقوا فتيات في مجمع للتسوق بحجة أن لباسهن كان فاتناً! إلا أن ذلك لا يعطيهم الحق في التحرش!

وبرغم أن التحرش لم يصل لحد الظاهرة على أرض الواقع، إلا أنه لا بد من سنّ عقوبات صارمة في حق هؤلاء المستهترين الذين لا يراعون حرمات الناس.. فالتشريع سيحد من هذه التصرفات الشاذة وسيردع المتحرشين ضماناً لحريات الناس ومحافظة على الآداب العامة، مع ضرورة تعزيز الأخلاق ومبادئها ومن ثم عقوبة من يقوم بهذا التصرف المشين، مع التساؤل عن سبب الغياب التام لدور هيئة الأمر بالمعروف وهي المتواجدة دوماً في الأسواق والمجمعات، وكذلك موظفي الأمن المنتشرين عادة عند البوابات وداخل الأسواق!

ولئن عزا بعض المنظّرين أسباب التحرش للفراغ والبطالة، فإن الواقع يدلل على أن نقص التربية وضعف الوازع الأخلاقي والديني مع غياب الرادع القانوني هي أسباب مجتمعة للتحرُّش وإيذاء الناس، فضلاً عن النظرة الدونية للمرأة وكأنها متعة فقط ولا اعتبار لها وليست إنساناً كامل الأهلية، برغم أنني أظن أن واقعة التحرش مفتعلة لتزامنها مع حملة قيادة المرأة للسيارة كنوع من التخويف للمجتمع بأن شبابنا غير واعٍ وأنهم كالذئاب البشرية - كما يُشاع - وغير مؤتمن على المرأة في الشارع! ولست أدرك الفرق بين قيادة المرأة للسيارة وركوبها مع السائق في مسألة التحرش بالذات، حيث إن السائق وافد وضعيف وليس له حول ولا قوة.

وللقضاء على دوافع التحرش، فإنه ينبغي تثقيف النشء على واجباته وحقوقه وعدم المساس بحقوق الآخرين.

ولكي يأخذ الأمر الجدية في التعامل الأمني مع الواقعة لا بد من التشهير بالمتحرشين وعقوبتهم بنفس الموقع ليكون ذلك رادعاً للباقين.. ولا يزال في شبابنا الخير والبركة.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب