Tuesday 12/11/2013 Issue 15020 الثلاثاء 08 محرم 1435 العدد
12-11-2013

هل نحتاج لحملة شبيهة بحملة العمالة؟!

‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎مع مطلع السنة الهجرية، وبعد انتهاء مهلة خادم الحرمين الشريفين لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة، بدأت حملة كبيرة وشاملة ضد المخالفين من قِبل الجوازات بمعية الجهات ذات العلاقة، وذلك بهدف تنظيف البلاد من تلك العمالة السائبة التي تُشكّل خطراً كبيراً على أمن البلد واستقراره، وتغتال الفرص الوظيفية لشبابه، فلكل القائمين على تلك الحملة التحية والتقدير نظير جهدهم الكبير وعملهم الدءوب خدمة لهذا الوطن الكبير.

وبقدر سعادتي بهكذا حملة على المخالفين، كم تمنيت أن يكون لدينا في الوسط الرياضي حملة شبيهة على المتجاوزين، تجتث من يسيئون للرياضة وأهلها، فللأسف أضحت التهم بالذمم أسهل شيء، وأصبحت التجاوزات على الآخرين تشكيكاً وتطاولاً أكثر من أن تُحصى، ولم يعد هنالك للأسف من يردع أولئك المتجاوزين ويوقفهم عند حدهم، وبظني لو كان هنالك حملة كتلك التي نفذتها الجوازات لصدمنا بالعدد الكبير ممن ستطالهم تلك الحملة، فالرشاوى غزت المشهد، والتشكيك استوطن خيمة كرة القدم والكل يشهد، والسباب والشتم أصبح في كل برنامج ولقاء مشاهد.

وباعتقادي أن سبب ما نعانيه الآن من تلك التجاوزات هو ضعف أصحاب القرار وقلة حيلتهم، فحديث رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد عيد في الأسبوع الماضي مثلاً، ورده على سؤال بعض الصحفيين عن بعض ما نال لاعبي المنتخب من اتهامات لم يكن سوى حديث مطاط، بل وأرجع قدرة التصرف والتدخل بذلك لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب، مع أن الموضوع بقضه وقضيضه تحت مسؤولياته المباشرة، ولكن للأسف لا يملك أدنى قدرة على الوقوف بحزم تجاه المخالفين.

وبظني أن تعويم المسائل أكثر من مرة وضعف القرارات إن صدر ت ولو لمرة، هو ما يفسر كثرة التجاوزات الآنية، فعندما تختفي العقوبة أو تنقض بقرار من لجنة أو تكون أشبه بمسحة على الرأس بمبدأ: (لا تعودها)، عندئذ لن نفاجأ لو سمعنا كل صباح المزيد من تلك الإساءات وشاهدنا الكثير من التعدي على الخطوط الحمراء ردحاً وقدحاً وتشويهاً وتشكيكاً، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.

الشيخوخة.. وضعف اللياقة

ينخران بأنياب الليث!

كنت قد كتبت قبل نحو شهر وأكثر مقالاً عنونته بـ: الشباب بين مطرقة التحكيم وسندان الشيخوخة، أمطت اللثام من خلاله عن المعضلة الكبيرة في الخطوط الخلفية لليث والتي تسببت في الكثير من اللقاءات بالخروج خاسراً نهاية المباراة بعد أن كان متقدماً خلال الشوط الأول، وأذكر وقتها فسرت ذلك الأمر بشيخوخة المدافعين ولاعبي الوسط فضلاً عن ضعف معدلات اللياقة وهي ما تفسر الانهيار خلال الشوط الثاني في أكثر من مباراة، ولعل الأستاذ خالد الشنيف وفي تغريدة بعد لقاء الشباب بالتعاون أشار لذات النقطة التي أوضحتها قبل مدة، ولكن يبدو أن الدفة الفنية والتي تحدثت بعد لقاءي الهلال والتعاون عن سوء الطالع هي الوحيدة التي لم تر هذا الخلل!

عموماً اختزال الأمر بهذا الموسم هو أيضاً تسطيح للمشكلة وعدم قراءة لحقيقة الوضع والتي تجلت منذ الموسم المنصرم، ولكن لم تجد حلولاً جذرية من إدارة النادي، ووجدت تجاهلاً كبيراً من المدرب السابق والحالي، فحال الفريق وانهياره في الشوط الثاني ليس وليد مباراة أو مباراتين، فلكم أن تتصوروا أن الفريق في دوري العام الماضي قد استقبل 36 هدفاً منها 23 هدفاً سُجلت خلال مجريات الشوط الثاني، وختم موسمه السابق بخسارة رباعية من الاتحاد في كأس الأبطال لم تصافح شباك الليث سوى في الحصة الثانية من اللقاء، وحتى هذا الموسم فمن أصل 15 هدفاً احتضنتها شباك الشباب كان نصيب الشوط الثاني منها 12 هدفاً.

أعتقد أن لغة الأرقام وحدها أبلغ من أي كلام، والإحصائيات التي ذكرتها تقطع قول كل بليغ، فلم يعد هنالك من حديث متحذلق عن سوء الطالع كما أراد أن يُوهم مدرب الفريق محبيه، ولا هبوط بمستوى لاعب أو اثنين كما تحدث بعض الإعلاميين وجماهير الفريق بتصويب سهامهم ضد لاعب دون سواه، ولا حكاية عدم استقرار كما أراد أن يصورها بعض اللاعبين، الأمر أبسط من ذلك بكثير ولكنه لم يجد حلولاً ناجعة لكل ما سبق، فتجديد المناطق الخلفية ولاعبي الوسط مع جلب مدافع ومحور أجنبي ومحلي كفيل بتغيير وجه الفريق الدفاعي ومعالجة الصداع المزمن في تلك المنطقة، وعندئذ يمكن وقتها نرى ليثاً مختلفاً يعيد لكرة القدم السعودية متعتها.

الإخلاص عنوانه الصقر نايف

من قال إن الإخلاص والانتماء لا يكون إلا في أبناء النادي فهو مخطئ وعليه فقط متابعة الصقر نايف هزازي، فاللاعب منذ قدم لليث وهو يسطّر إبداعاته داخل الملعب وخارجه، فعلاوة على سجله التهديفي المميز حيث وصل لستة أهداف رغم الحالة السيئة للفريق وعدم وجود صانع ألعاب حقيقي يموله، علاوة على إبداعه داخل الملعب وجدناه أيضاً يبادر لتكريم رأس حربة فريق الشباب بالنادي الشاب عبد الله المقباس بعد تتويجه ببطولة كأس الاتحاد للشباب وتسجيله (هاتريك) في النهائي، وشاهدناه كذلك في لقاء التعاون الأخير يتحصل على بطاقة صفراء ليتوقف أمام النهضة وهي التي كان يمكن أن تكون شباكها مسرحاً لأهدافه حيث احتضنت 28 هدفاً كأكثر فرق الدوري، لكن هزازي فضل مصلحة فريقه والحاجة إليه في المباريات الأقوى وتعالى على مصلحته الشخصية واللهث وراء لقب الهداف، أما أجمل سطوره خارج الملعب منذ قدم لليث فهي تلك الدموع التي تسللت من عينيه بنهاية لقاء الفريق الشبابي مع التعاون، وهو ما يؤكد مدى ما يمتلكه اللاعب من إخلاص قلّ أن تجده في الكثير من اللاعبين.

تويتر: @sa3dals3ud

مقالات أخرى للكاتب