Wednesday 13/11/2013 Issue 15021 الاربعاء 09 محرم 1435 العدد
13-11-2013

الحكومة الوطنية السورية

خطت المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني السوري خطوتين متقدمتين خلال الاجتماع الذي عقد في اسطنبول:

الخطوة الأولى تمثَّلت في الموافقة على الاشتراك في مؤتمر جنيف وفق المبادئ المحدَّدة في مؤتمر جنيف «1»، والتي تنص على تشكيل هيئة انتقالية لإدارة الحكم في سورية المستقبل، والتي لن يكون لبشار الأسد وعائلته وأعوانه الملطخة أيديهم بالدماء وجودٌ ومشاركةٌ في صنع مستقبل سورية.

الخطوة الثانية الإيجابيَّة التي تمخضت عن الاجتماع هي تشكيل حكومة سورية من الائتلاف السوري تتميَّز بالتنوع الديمغرافي والجغرافي. فقد جاء تشكيل الحكومة برئاسة الدكتور طعمة وضمَّت وزراء يمثِّلون كافة الأطياف السورية العرقية والمذهبية وجميع مناطق سورية. وجاء اختيار الوزراء بالانتخاب والتوافق ليعكس صورة سورية المستقبل، التي لا وجود فيها للاقصاء أو لتسلّط فئة مناطقية أو مذهبية أو سياسيَّة على أخرى. إِذْ لاحظ المتفحصون لأسماء الوزراء أنها تضم عددًا من المسلمين السنَّة والمسيحيين والأكراد وامرأة، وفاز بالانتخابات وزراء من الشام «المركز» ومن محافظات الأطراف بالإضافة إلى رئيس الحكومة الذي ينتمي إلى محافظة دير الزور وهي من المحافظات التي تُعدُّ بعيدة عن المركز العاصمة دمشق. وتُعدُّ من محافظات الأطراف المهمشة، فاز وزراء من إدلب ومن درعا، ومنهم مسيحيون، ودروز وأكراد، وبانتظار انتهاء إجراءات ضم المعارضة العلوية التي يجتمع نشطاؤها في أسطنبول، الذين حشدوا العديد من العلويين المعارضين، وشكَّلوا تكتلاً سياسيًّا أسموه «كلّنا سوريين» ويبحثون في أسطنبول كيفية الحفاظ على ثورة الشعب السوري وحماية سورية من التفتت والتطرف. وقد شارك رئيس الائتلاف السوري الوطني السيد أحمد الجربا في هذه الاجتماعات، التي تؤشر إلى انضمام شخصيات علوية إضافية إلى الائتلاف الوطني السوري، وأن من بين هذه الشخصيات ستختار للحكومة السورية.

تشكيل الحكومة السورية من قبل الائتلاف السوري الوطني أثار التفاؤل لدى العديد من مؤيِّدي الثورة الشعبية السورية وبالذات في الداخل السوري، فهذا الإنجاز يُعدُّ نجاحًا سياسيًّا يحدّ من الشكوك التي يطلقها أعداء الثورة السورية، من أن سورية المستقبل ستكون مسرحًا للتناحر بين الطوائف السورية. فقد عكست تشكيلة الحكومة المنتخبة تنوعًا ديمغرافيًا وجغرافيًّا عكس الوحدة السورية الوطنيَّة، وهذا النجاح سيعزِّز موقف المعارضة السورية في مباحثات جنيف «2» إن عقد على أسس مؤتمر جنيف «1»، الذي سيبحث تحقيق الحلِّ السياسي ويؤسس لسورية المستقبل، وتشكيل الحكومة السورية بهذا التنوع المذهبي والعرقي والمناطقي يؤكِّد أن السوريين قادرون على أن يخلف نظامَ بشار الأسد، نظامٌ سياسيٌّ جامعٌ لكل السوريين، يعتمد على التنوع ويرفض الإقصاء والاستبداد اللذين كانا عنوان حكم عائلة الأسد في عهدي الأب والابن.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب