Wednesday 13/11/2013 Issue 15021 الاربعاء 09 محرم 1435 العدد
13-11-2013

اجلسوا في بيوتكم!

تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة الشباب في المملكة من إجمالي السكان تبلغ ستين في المائة، وأن أعمارهم تقل عن 25 عاماً، ونسبة الذكور منهم تبلغ سبعين في المائة، لكن الشباب السعودي يعاني من معدلات بطالة هي الأعلى والثانية في منطقة الخليج بعد العراق.

وفي دراسة علمية أجرتها إدارة (الاستراتيجية الوطنية للشباب)، أكد سبعون في المائة من الشباب (أهمية توفير أنشطة ترويحية لهم؛ إذ يرون أن الأنشطة الترويحية المتوافرة حالياً غير كافية). ويمثل النشاط الرياضي النسبة الأعلى في النشاط والممارسة الترويحية للشباب ولا شك، والأكيد أن كرة القدم تحظى بالنسبة الأكبر والأعلى؛ فهي لا تقل بأي حال من الأحوال عن (70 - 80 %) من وجهة نظري، إما ممارسة أو متابعة، وأصبحت مؤخراّ مهنة (وظيفة) رسمية.

ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، وعدم توافر أنشطة ترويحية، جعلا اهتمامهم وتركيزهم على كرة القدم لعباً وممارسة وحضوراً تشهده مدرجات الملاعب السعودية، في معدل كبير، حتى في فترات ضعف المسابقات وتدني المستويات، مع عدم وجود بيئة ملاعب جاذبة أو مشجعة. ويبدو أن حماس الشباب واندفاعهم لمتابعة كرة القدم لا يعجب مسيّري اللعبة ومسؤوليها في رابطة دوري المحترفين؛ ولذلك جاء قرارهم الأخير السماح للأندية الرياضية (الراغبة) بزيادة أسعار التذاكر بنسبة مائة في المائة(!!)، وسيصل بذلك سعر تذكرة (الدرجة الثانية) إلى أربعين ريالاً، فيما سيرتفع سعر تذكرة المنصة (وهي تسمى مجازاً بالمنصة في الكثير من الملاعب) إلى 600 ريال بالتمام والكمال، وهو رقم كبير جداً، لا أعرف كيف وافقت عليه رابطة دوري المحترفين (بل اقترحته)، وإن كنت أعتقد أن أكثر الأندية لن تطبقه.

يبدو - والله أعلم - أن وجود اثنين من أبناء أثرياء المنطقة الغربية والشرقية على رأس الجهاز التنفيذي للرابطة يقف وراء الموافقة على الفكرة واقتراحها، وهذا خطأ كبير جداً؛ إذ لا يجب عليهما قياس مستوى المعيشة والملاءة المالية لمصروف الجيب لدى الشباب على نفسيهما ومَن في حكمهما ومستواهما الآن أو قبل في فترة شبابهما. واستنتجتُ كلامي هذا من تصريحات المدير التنفيذي للرابطة ياسر المسحل بعد الورشة، عندما قال «كانت فكرة رفع أسعار التذاكر موجودة لدى الرابطة». وأرى أنها (الرابطة) من شجع على الارتفاع الكبير الذي تم اقتراحه، ونأمل بل نرجو عدم إقراره من أجل السبعين في المئة من شبابنا.

كلام مشفر

· أغلب ملاعب الدوري لدينا غير مشجعة على حضور المباريات، وجميعها لا تتوافر فيها أدنى مستويات الخدمة والجذب للشباب والرياضيين، وانخفاض سعر التذاكر أحد عوامل اندفاع الشباب وحضورهم، ورفعها سيكون حتماً أهم مسببات إحجامهم وامتناعهم مستقبلاً.

· إقرار التوصية برفع التذاكر رسمياً سيكون فيه دعوة للجماهير الشباب إلى عدم الحضور للملاعب ومشاهدة المباريات، وإنما الجلوس في منازلهم، والأمل في الأندية عدم تنفيذها حفاظاً على جماهير الكرة وحضور المشجعين، وهم (حلاوة) اللعبة.

· بل إنني أدعو اتحاد كرة القدم لرفض التوصية التي أخذت بها الرابطة في غياب ثمانية أندية من أندية دوري جميل للمحترفين، والإبقاء على المعدل السابق من الأسعار، خاصة بالنسبة للدرجة الثانية، وإذا كان لا بد فليقتصر الرفع على المنصة التي يذهب إليها أقران المدير التنفيذي ونائبه.

· يخوض الأخضر السعودي لكرة القدم الجمعة مباراة تاريخية في مشواره في تصفيات آسيا، وهي مباراة يشعر الجميع بأهميتها وقوتها ومصيريتها؛ ولذلك سيكون التكاتف حاضراً بين الملعب والمدرج، والحضور كبيراً، والعبور حاصل بإذن الله تعالى.

· في الأسبوع الماضي اختتمتُ مقالي بسؤال للمدير الفني والإداري لمنتخبنا، مفاده «لماذا تحرصون على إعلان قائمة المنتخب قبل مباريات جولة في الدوري؟ هل ترغبون في حضور لاعب آخر إلى المعسكر بعكازين؟». وبالفعل حضر عبدالله العنزي مصاباً، وغادر مبكراً، في أول استدعاء له، هل يكفي ذلك لتغيير هذه الطريقة الخاطئة جداً؟

· أخطأ الاتحاديون عندما لم يأخذوا على إدارة محمد الفايز ومجموعة المستقبل عند ترشحهم لإدارة النادي ضمانات تأكيد وعودهم وشيكات مصدقة بالتصدي للحقوق والديون المطلوبة.

· وهو خطأ استراتيجي، لا يجب أن يتكرر مستقبلاً مع أي إدارة تأتي في الظروف نفسها التي غادرت فيها إدارة اللواء بن داخل، وحضرت إدارة الفايز والمستقبل، كما هو الحال هذه الأيام، سواء إدارة الإنقاذ (المزعومة)، أو أي إدارة أخرى، وبغير ذلك الاستقرار والإبقاء على الإدارة (المنتخبة)؛ لتتحمل مسؤوليتها، أولى.

· رغم وجود أخطاء واضحة عليه فإن موقف محمد الفايز رئيس نادي الاتحاد وإصراره على عدم تسليم النادي إلا بعد التأكد من (ملاءة) المدفوعين لخلافته، وعدم الاستسلام للضغوط الإعلامية المتشنجة، هو موقف (رجولي)، وموقف الدكتور خالد المرزوقي ومن حوله من كبار أعضاء الشرف هو موقف (مسؤول)، فالأخطاء الكوارثية لا يجب أن تتكرر في الكيان على حسابه لحساب أشخاص.

مقالات أخرى للكاتب