Saturday 16/11/2013 Issue 15024 السبت 12 محرم 1435 العدد
16-11-2013

أطالب بطرد السفير وإيقاف الاستقدام من إثيوبيا!

تحدَّث السفير الإثيوبي في الرياض عن الفوضى والتخريب والرعب ومقاومة رجال الأمن وتكسير السيارات ونهب المارة والمحال التجارية والمسيرات والأناشيد الجماعية الحربية التي تغنى بها آلاف المخالفين من الجنسية الإثيوبية؛ فقال كلاماً لا يليق بالدبلوماسية، ولا يتفق مع الحكمة في التعامل مع مخالفي الأنظمة في أي بلد في العالم؛ فقد أراد أن ينتصر لأبناء جلدته في كل الأحوال، وغلب الجانب العاطفي على ما تفرضه قوانين وأنظمة البلد الذي يستضيفه؛ وهو ما يتعارض بالمطلق مع القوانين والأعراف الدبلوماسية في العالم؛ فقد تجاهل الجرائم التي يرتكبها أبناء بلده من المخالفين للإقامة النظامية، وكأنه لا يرى ولا يسمع ما يُنشر بجهد المتطوعين وراصدي الأحداث من الهواة، الذين تلتقط كاميراتهم بعض ما حدث في حي منفوحة من عنف بشع، تمارسه الجالية الإثيوبية على المارة الراجلة والراكبة، وما حدث من سلب ونهب لمحافظهم وجوالاتهم، وتكسير للدراجات والسيارات، وإغلاق للطرق، وحمل للأسلحة البيضاء، وأحيانا - كما التقطت كاميرات الهواة - بنادق الكلاشينكوف، وكأنهم في ساحة حرب، بل إن هذا الوصف هو الأدق في تحديد ما تغنى به المخالفون الإثيوبيون من أناشيد حربية حماسية في وسط شارع الستين بحي منفوحة!

إنني أطالب وبأعلى صوتي بطرد السفير الإثيوبي الذي تغاضى عن جرائم أبناء جلدته، ونفى ارتكابهم القتل والسرقة والتزوير والنهب وإثارة الفوضى ومقاومة رجال الأمن وتصنيع الخمور وترويج المخدرات.. بل إنه قد بلغ منه في تجاوزه للأعراف الدبلوماسية حد المكابرة والوقوف في صف واحد تماماً مع المخالفين، بأن قلب الطاولة؛ فأصبح المواطن المعتدَى عليه هو المعتدي، وأصبح الوطن الذي انتهك الإثيوبيون أنظمته وقوانينه هو الذي لا يراعي الحقوق الإنسانية للمقيمين على أرضه!

إن السفير الإثيوبي هو المخالف رقم «1» الذي يشجّع على انتهاك قوانين بلادنا، ويدافع عن المخالفين من رعايا بلده؛ فوجب طرده قبل ترحيل عمالة بلاده المخالفة!

كان على السفير غير المحنك، الذي أعمت عينيه العاطفة، أن يقف مع الدولة التي استضافته، ويعين أجهزة الأمن السعودية على الإسراع في إنهاء ترحيل المخالفين، وهو أعلم من غيره كم أعدادهم، وأين يقيمون، وماذا وأين يعملون، وبم يتجرون، وماذا يجيدون من مهارات!

كان على السفير غير الدبلوماسي المخالف رقم «1» أن يحيط وزارة الخارجية السعودية والجهاز الأمني السعودي بكل التفاصيل الدقيقة عن الحالة النظامية لرعايا بلده، وأن يشجع أبناء جلدته ويحثهم على مراعاة قوانين البلد المضيف وتطبيق أنظمته بدقة وحرص، وعدم مخالفتها، لكنه بصمته السابق المطبق خلال السنوات الماضية عن سلوكيات كثيرين من أبناء بلده المشينة، ثم وقفته الآن مع المخالفين، يشجِّع على استمرار وفود أعداد جديدة من إثيوبيا، وتسللهم بطرق مختلفة إلى بلادنا، ومنح بعضهم جوازات من السفارة الإثيوبية، وحماية بعض من تصدر منهم تجاوزات، وهو الدور المخالف تماماً لمهمات الدبلوماسية وفق أعرافها الدولية، ويتنافى مع قواعد وأخلاقيات الضيافة وتبادل المنافع بين الدول وإقامة الصداقات بين الحكومات والشعوب، التي لا يمكن أن تقوم إلا على احترام حقوق كل بلد، والتعامل بإكبار وإجلال للأنظمة التي تعلنها كل دولة.

لقد بلغ السيل الزبى من الجالية الإثيوبية!

وإن إغلاق باب الاستقدام من إثيوبيا وطرد السفير الإثيوبي المدافع عن المخالفين سيؤدب مَنْ يتجرأ على بلادنا وأنظمتها من الجاليات الأخرى.

moh.alowain@gmail.com

mALowein@

مقالات أخرى للكاتب