Thursday 28/11/2013 Issue 15036 الخميس 24 محرم 1435 العدد
28-11-2013

* * الفنادق بين ضآلة السعودة وغلاء الأسعار * *

* * بدءاً لا أريد أن أغمط هيئة السياحة والآثار حقها، فقد أسهمت في جعل ((السياحة الوطنية)) هاجساً للمواطن، وأوجدت الكثير من التنظيمات، وتبلور ذلك في جودة وتحسن المنشآت الإيوائية من فنادق وأجنحة وشقق مفروشة.

أطرح في هذا المقال محورين مهمين ما زال الناس يتطلعون إلى: ماذا عملت وماذا ستعمل الهيئة تجاههما؟

* * الأول يجيء على شكل سؤال: لماذا 90% من الفنادق العالمية لدينا روادها غير سعوديين؟

طرحت هذا السؤال في تغريدة لي بحسابي بتويتر وجدت الإجابات تتفق معي على ذلك وبعضها أوضح الأسباب وراء ذلك أن في أغلب دول العالم التي تزورها تجد الفنادق العالمية يديرها أبناء وكفاءات البلد، تُرى هل إدارة الفندق أصعب وأهم من إدارة بنك كبير كسامبا أو رئاسة شركة عملاقة كسابك؟ وهذه البنوك والشركات تديرها كفاءات سعودية، المؤسف أنه قد بلغ الأمر أحياناً أننا نجد سكرتير المدير الوافد أجنبياً بل حتى ليس عربياً.

سوقنا الفندقية سوق جاذب وليست طاردة للاستثمار والعمل فيها إذن لماذا لا تضع هيئة السياحة من ضمن الشروط على الشركة العالمية التي تريد أن تدير فندقاً بالمملكة أن يكون المدير سعودياً حتى يوظف السعوديين وأن تكون نسبة توظيف السعوديين تزيد عاماً بعد عام فضلاً عن ضرورة متابعتها لتوظيف المواطنين فيها. هذا حق سيادي سعودي لا جناح عليه أو فيه لو كان الفندق مستشفى التمسنا العذر لقلة الكفاءات والكوادر الصحية من أطباء ومساعدين وطاقم طبي أما العمل بالفنادق فهو عمل إداري وخدمي واستقبالي ويمكن أن تُشغل 70% من وظائف الفنادق بسعوديين بما فيها جهازه الإداري.

* * المحور الثاني والمهم الذي يشكل أحد أهم عوائق السياحة الداخلية هو موضوع الأسعار التي أصبحت ليست أحد عوامل عدم الإقبال على السياحة الداخلية فقط بل أصبحت مرهقة لمن لا يذهبون ليس للسياحة بل يسافرون إلى مكة والمدينة لغاية دينية أو يذهبون للمدن الكبرى لمراجعة المستشفيات أو لقضاء أعمال.

مع الأسف: كل فندق يضع السعر الذي يريد وهيئة السياحة دورها الموافقة وهذه الأسعار مرتفعة وبخاصة بالفنادق الكبرى ولم يعد ارتفاع الأسعار مقتصراً على سعر السكن بل طال المأكولات والمشروبات، فأحد الفنادق بلغ سعر بوفيه الغداء فيه (300) ريال وبعضها (200) ريال والهيئة لا ندري تعلم أو لا تعلم؟ بل حكى لي صديق أنه سكن في يومين متتالين: اليوم الأول بفندق جيد يظن أنه أربع نجوم، وطلب إفطاراً وجاءه بغرفته إفطار ممتاز طازج بسعر (25) ريالاً، وفي اليوم الثاني سكن بفندق آخر كبير في إحدى المدن الكبرى وطلب إفطاراً وجده أقل من إفطار الفندق السابق لكن بسعر مضاعف عن سعر إفطار فندق يوم أمس ولو كان الفرق معقولاً لكان مقبولاً هنا أتوقف وأطرح سؤالاً بطعم العلقم: أين رقابة وعقوبة ومتابعة هيئة السياحة المعنية بتشجيع السياحة الوطنية؟

=2=

* * الإنسان والمكان ! * *

* * الناس لا يضيقون بغيرهم ضيقاً مادياً..

بل الضيق الذي ينال الإنسان من الآخر هو ضيق ((عدم الارتياح من هذا الآخر))!.

إنه حتى لو كان الذي لا يرتاح له الإنسان بعيداً فإنه يضيق به، ويتضايق منه حتى عندما يتذكره أو يذكر مواقفه أو يتخيل ((ثقل دمه))!

وللشاعر أبو العيناء صاحب الكلمات الساخرة موقف لطيف ومعبّر، فقد زاره في داره -ذات يوم- شخص من ((نوع ثقيلي الدم)) فقال له:

((لولا أن أشق عليك -يا أبا العيناء- لزرتك في دارك كل يوم، فقال له أبو العيناء: ((لا تفعل إنك تشقّ عليّ وأنت في بيتك..!)).

=3=

* * آخر الجداول * *

* * للشاعر: عبدالعزيز خوجه من مجموعته الأخيرة:ـ

(( إنّي رضعتُ براءتي من ثدْي أمّي

في نقاوة برعمي

وخطيئتي من ثدي دنياي

ومن شفةٍ كأحلام العسل))

hamad.alkadi@hotmail.com

فاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi- أمين عام مجلس مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية

مقالات أخرى للكاتب