Saturday 30/11/2013 Issue 15038 السبت 26 محرم 1435 العدد
30-11-2013

Free Hug .. والمعالجة لها!!

الكثير استنكر واستغرب قيام رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القبض على صاحب حملة “الحضن المجاني” بعد تجوله في أحد أشهر شوارع الرياض “التحلية” والذي يشتهر بالتجمعات الشبابية ليلاً وخاصة آخر الأسبوع، والاستنكار قد يرتبط بعدم توضيح الهيئة ما هي أسباب القبض على الشاب واخفاء مقطع الفيديو من المواقع والذي حاز على نسبة مشاهدة عالية، لأن الكثير يرى أن ما قام به منبعه المناداة للسلام والمحبة ولم يقم بما هو مستنكراً يستدعي القبض والمحاسبة! بالرغم أن هيئة الرياض تعلن بأن سبب القبض على الشابين حامل اللافتة ومصوره بسبب شكاوي واستنكار من العائلات، وبسبب صغر سنهما تم تسليمهما لولي أمرهما بعد أخذ التعهدات عليهما! وفي الوقت نفسه تُنفي هيئة المنطقة الشرقية بأن هناك تعميماً يمنع حملة “الحضن المجاني” وهذا التناقض يؤكد انتقادات أعضاء مجلس الشورى لأداء الهيئة من حيث عدم التجانس والهدر المالي والغلظة!.. بالرغم أن الهيئة تشارك الجهات الأمنية في بعض القضايا الأخلاقية، لكن إلى الآن يجهل الكثير ما هي مهامهم الأساسية في القضايا العامة والأخلاقية!! لذلك تحدث بعض المواقف الصادمة مابين صغار السن وبعض أعضاء رجال الهيئة الذي يختلف توجههم ونظرتهم للأمور ومعالجتهم لبعض السلوكيات المنحرفة من منطقة لأخرى كما تلاحظون وتتابعون وما ينتج عن ذلك من تطور لمواقف أسوأ قد تؤدي للوفاة للأسف الشديد.

وإن كان موقف الهيئة من صاحب حملة “الحضن المجاني” يشكرون عليه، حيث تم الاكتفاء مبدئياً بالتعهدات عليه وعلى أسرته، ولم يتم إيداعهم مراكز التوقيف مما سيسئ لهم نفسياً أكثر ويوّلد لديهم الشخصية العدوانية! إلا أن هؤلاء الشباب والفتيات أيضاً اللاتي أعجبتهن الفكرة وطالبنا بها في بعض الجامعات بعد يومين من نشر الحملة على المواقع، فانهم بحاجة لاستيعاب تطور احتياجاتهم النفسية والعاطفية التي لا يمكن مقارنتها باحتياجات جيل الأجداد والآباء سابقاً، فالكثير منهم تنطلق مواقفه اليومية وردود فعله من خصائصه السلوكية باختلاف مرحلته العمرية مما يستدعي أهمية الاستعانة بالمختصين في المجال النفسي والتربوي والأسري لتدريب العاملين في جهاز الهيئة على مستوى المناطق على مهارات التعامل مع المواقف السلوكية الطارئة في المشهد العام، وأيضاً استيعاب التغيرات الفسيولوجيه والنفسية للأعمارالمختلفة للجنسين، وإعداد الخطط السلوكية العلاجية لتلك المواقف بهدف احتوائها تجنباً لإثارتها وتطورها بعد ذلك لماهو أسوأ مما يجعل الهيئة خصماً مستمراً لكثير من الشباب وأهاليهم نتيجة لهذه الفجوة العميقة ما بين الطرفين!

لذلك هذه الحملة قد يلحقها حملات أخرى، قد تكون سلبية أو إيجابية في أهدافها، وقد تكون لها توجهات أخلاقية غير مقبولة أو توجهات سلمية الهدف منها ترجمة رغبات كثيرة، لكنهم قد لايحسنون التعبير عنها بما يوافق الإطار الاجتماعي العام. لذلك من الأولى توجيهها لما تتضمنه السيرة النبوية الشريفة من توجيهات إنسانية عظيمة، والتي ربطت أحاديثها الشريفة (الإيمان بالمحبة وإفشاء السلام)!!.

moudyahrani@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب