Tuesday 03/12/2013 Issue 15041 الثلاثاء 29 محرم 1435 العدد
03-12-2013

تعهد .. دونه الرقاب !

ظهر الموقوف وليد السناني بصورة باهتة حيث ينقصه التأصيل الشرعي لأفكاره والمنطق الحكيم لتصرفاته! وقد أحسنت قناة mbc صنعاً حينما كشفت النقاب عن شخصيات موقوفة بسبب أفكارها أو تخطيطها، فكثير من الناس كانوا يتعاطفون مع الموقوفين ويتحملون الدفاع عنهم!

لم يكن مطلوباً من السناني للإفراج عنه سوى التوقيع على تعهد يشترط عدم إثارة الأمة على الدولة وإستراتيجيتها في تسيير شؤون الشعب وإدارة دفة الحكومة بالصورة الحضارية، لكنه كان مأخوذاً بفكره حيث يرى أن التعهد دونه الرقاب وهو لا يدرك أنه ليس ثمة أهمية لما يدعو له!

فهو لا يعترف بالحدود بين الدول ولا المعاهدات السياسية، ولا يضرب اعتباراً للجنسية في وقت يطالب المواطنون بالتخلص من العمالة التي لا تحمل إقامة نظامية أو رخصة عمل، ويحثون الدولة على التخلص منهم لإتاحة الفرصة للشباب الوطني بتحمل مسؤوليتهم والقيام بخدمة وطنهم!

الموقوف يرفض التعليم النظامي ولم ينل أبناؤه فرصتهم فيه مع شدة المنافسة على الانخراط في الجامعات السعودية، والتزاحم على مِنح البعثات لأشهر جامعات العالم والتزود من العلم في كل مجال!

الموقوف وليد يهزأ بالبطاقة المدنية رغم أهميتها في المجتمع المدني الذي تسير أنظمته وفقاً لترتيب حديث وتنظيم دقيق يلعب الرقم المدني به دوراً كبيراً، ومن دونه لا يمكن الحصول على خدمة أو تيسير أمر!

الموقوف يستخف بنتائج التفجيرات التي وقعت في بلادنا الحبيبة وراحت ضحيتها أنفس بريئة من المواطنين والعرب والمسلمين والمعاهدين، ويبيحها بحجة أنهم كانوا تروساً لغيرهم من الكفار، ويصف المسلمين بالمنافقين حتى الأطفال منهم!

الموقوف يكفّر الحكومة لأنها لا تتناسب مع الأجندة التي يؤمن بها، ويحلم بخلافة إسلامية رغم أنه شابها القتل ودهمتها الفتنة، وراح ضحيتها أمير المؤمنين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما!

الموقوف يشكك بأمانة هيئة كبار العلماء ويسخر من المفتي ومن الشيخين ابن باز والعثيمين -رحمهما الله- لانسجامهم مع الدولة وعدم تكفيرها بحسب ما يرى ويعتقد!

أزعم أن السناني لو خرج من السجن حتى دون تعهد لن يعتد بكلامه ولن يأخذ الناس فكره بجدية، بل سيكون مجالاً للدهشة والامتعاض! فمن يا ترى سيتبنى فكر رجل تجاوزه الزمن وتخطته عجلة الحياة وهو سيعيدنا إلى زمن مخضل بالرجعية؟!

ولو خرج من سجنه الصغير فسيتفاجأ بسجن كبير حيث لن يجد من يسمعه أو يصغي له وسيكتشف أنه بات وحيداً وسط عالم يضج بالحضارة ويصدح بالتنمية والتقنية، وحديث الناس عبر قنوات التواصل الاجتماعي يدور حول القطار الجديد وعودة المبتعثين وتوسعة الحرمين!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب