من قتل الأشقاء في (حي الياسمين)..؟

بذكاء أعادت الزميلة (سعاد الشمراني) حادث الياسمين الشهير في عيد الأضحى إلى الواجهة، عندما سردت (عكاظ) يوم أمس الأربعاء حقائق مثيرة ومحزنة على لسان المتسبب في مقتل الأشقاء الخمسة والطفلة؟!.

الحقائق المنشورة تفتح تساؤلات مهمة حول حياة (محمد)، الذي وجه أصابع الاتهام للمجتمع قائلاً إنه من تسبب في تحويله إلى (مجرم) بعد اكتشاف إصابته بمرض (نقص المناعة) الإيدز!.

فأسرته نبذته، وعاش في الشارع لثلاثة أشهر مشرداً قبل أن يتحول إلى مجمع الرياض الطبي، ويحاول التغيير من حياته كاشفاً عن أنه بدأ تعاطي المسكر لمحاولة النسيان بعد أن فقد أسرته التي غيرت مسكنها وبقي وحيداً، لينجح -كما قال- في متابعة العلاج ثم الحصول على وظيفة، وأنه كان بصدد الزواج بمصابة من خلال (برنامج الزواج الآمن)، ولكن قدر الله سبق كل شيء، مؤكداً أن أكثر ما يؤلمه هو نظرة من حوله أنه تعمد قتل ضحايا الحادث!.

وأنا أنقل كلامه أو مأساته، بكل تأكيد لا أبرر ما حدث (لأسرة الدحيم) -رحمهم الله- عندما توفي منهم 6 خلال أيام عيد الأضحى المبارك في الحادث الأليم، بل إني لا أذيع سراً إذا قلت أن دمعة سقطت من عيني -مثل غيري- وأنا أقرأ قصص صلاح الفتيات على لسان والدهنّ -ثبته الله-، فالكل أصيب بالحزن وتعاطف مع الأسرة، خصوصاً مع تكشف صلاح هؤلاء (الأبناء) ولا نزكي على الله أحداً.

لكن من المهم أن ننظر للأمر من زاوية أخرى، بعيداً عن العاطفة، ونأخذ كلام (محمد) على محمل الجد، ونعيد تقييم تعاملنا مع مرضى الإيدز بيننا!.. حتى لا تتكرر المأساة من جديد في مكان آخر، ويقع المزيد من الضحايا الأبرياء، خصوصاً وأنه بحسب وزارة الصحة يتم اكتشاف 3 إصابات جديدة للإيدز في المملكة يومياً (لسعوديين ووافدين)!.

فما مصير هؤلاء؟! ومن المسؤول عنهم؟! ومن يتحمل تبعاتهم كقنابل موقوتة بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية؟!.

محمد مسؤول عن الحادث (قضائياً وقانونياً) لأنه المتسبب فيه، ولكن إن صدقت روايته فالمجتمع شريك فيما حدث.

وعلى دروب الخير نلتقي،،،