Thursday 05/12/2013 Issue 15043 الخميس 01 صفر 1435 العدد
05-12-2013

تَوقِّي الداءِ

بسبب ضعف اطلاع بعض الشعراء الشباب على تجارب من سبقوهم من شعراء (الفصيح وصنوه الشعبي) يلمس المتابع الجاد تشابهاً في المعاني والصور - وربما أن هذا شأن نقدي بحت - والزاوية التي أتطرق من خلالها هنا فحواها تساؤل انطباعي اختزله بتساؤل: لماذا لا يبدأ بعض الشعراء الشباب من حيث انتهى من سبقوهم؟!.. وهذا أمر يتطلّب الاطلاع والإحاطة بالتجارب الشعرية السابقة، إذا كانت هناك نية جادة وفعلية للمنافسة والتميز ومخاطبة «صدارة المرحلة» في الشعر، كما ينبغي بعيداً عن (فسّر الماء بعد الجهد بالماء) واللت والعجن فيما لا طائل منه دون إبتكار يبدعه صاحب التجربة الشعرية ويحسب لتميزه..!

وهذا ما يحفظ (ماء وجه) صاحب التجربة من اعتذارات واهية لا طائل من مردودها بين الفينة والأخرى على تشابه الفكرة التي ربما لم تتوجه نيته إليها - بعيداً عن تفسير النوايا - وكان لديه الفرصة أن يتحاشى مثل هذا الموقف الذي يفسره الآخرون بحسب الحالة إلى اقتباس أو سرقة معنى بلغة النقاد (وقْع الحافر على الحافر) يقول الشاعر ابن الرومي:

تَوّقّي الداءِ خيرٌ منْ تَصَدٍّ

لأّيسّرهِ وإِن قَرُبَ الطبيبُ

كما أن من حق الشعراء الشباب على من سبقوهم من الشعراء المتميزين الذين تربطهم بهم صلة قرابة أو صداقة إسداء النصح، علماً بأن (رابطة الأدب هي أقوى الروابط) ويجب في المقابل ألا يتردد بعض الشعراء الشباب الذين هم في طور التكوين في تجاربهم الشعرية.. يقول الشاعر الارجانيِ:

شَاورْ سِوَاكَ إذا نَابَتْكَ ناِئبةٌٌ

يوماً وإنْ كُنْتَ مِن أَهلِ المشُورَاتِ

فَالعَيْنُ تُبْصِرُ مِنها مَادَنَا ونَأى

ولا تَرَى نَفْسَها إِلاَ بِمرآةِ

ثم إن الناقد لن يطلق أحكامه إلاَّ بعد أن تتبلور تجربة الشاعر تماماً وسيضع في اعتباره مراحل التجربة يقول المثل (الأمور بخواتيمها)

All is well that ends well

وقفه للشا عر الشيخ عقوب الحميداني رحمه الله:

ودَِك تخاوي كاسبين النفيله

فكََاكة التالي إلى ذلهب الريق

إلى شلت حملٍ ثم كادك بشيله

شالوه ما هو هرج هاك اللماصيق

هل الهروج اللي قليلٍ حصيله

اللي يتَلون المقفِّى مراشيق

abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب