Saturday 14/12/2013 Issue 15052 السبت 11 صفر 1435 العدد
14-12-2013

مشغل تجميل !

إلى الآن لم يتم البت في نظام محلات التجميل والصالونات النسائية، وما زالت ترضخ تحت تسمية لا تمت إلى واقعها بصلة، حيث صار الاسم المتداول لهذه المحلات هو “مشغل” ومعناه بحسب قواميس اللغة العربية: معمل صغير يتم فيه مزاولة الأشغال اليدوية، ويطلق على المصنع الذي يقوم بحياكة الملابس وتطريزها..

نعلم جميعاً الظروف الصعبة التي حاربت فيها بعض النساء لإقامة صالونات تجميل نسائية، تحايلن فيها على الفتوى والبلدية بوضع مكائن خياطة في الواجهة، مع أنها لا تزاول مهنة الخياطة، إنما هي مخصصة لتجميل النساء، وكانت هذه الصالونات تُحارب أبان سطوة حركة الصحوة - أحد فروع الإخوان المسلمين - بعدّة طرق، منها مهاجمة المحلات، ومنها التشهير والتشويه واللعب على وتر سمعة المرأة صاحبة المحل أو حتى من تذهب إلى تلك المحلات، ما زلت أتذكّر تلك الخطب العصماء التي تُلقى في المساجد والجامعات والكليات، والتي تحذّر من هذه المحلات وتضع سيناريوهات عجيبة قائمة على الكذب والتشويه لما يدور فيها، حتى أنه كان هناك كثير من الشباب والعائلات الذين يرفضون تزويج ابنهم من فتاة تذهب إلى صالون تجميل، حتى تم تهدئة الوضع بالتحايل تحت مسمّى “مشغل”.. وإن كان الوضع يختلف تمامًا في الوقت الحالي، إلاّ أنّ التمييز ضد المرأة قائم، حيث نلاحظ كثرة محلات المساج والحمامات المغربية والشامية التي تنتشر في أنحاء الرياض للرجال، وصارت أكثر من دكاكين البقالة، ولا رقيب ولا حسيب عليها، حيث تنتشر فيها بعض الممارسات اللا أخلاقية ومع ذلك مستمرة وتتكاثر، بينما محلات النساء يُمنع فيها عمل المساج للمرأة، وكأنّ الراحة والاسترخاء واجبة للرجل محرمة على المرأة!

هذه الفوضى خلقت شكلاً آخر من الفوضى في محلات التجميل النسائية أو ما يسمّونها بـ”المشاغل”، وتمّت مناقشة هذا الموضوع بحسب صحيفة الحياة، على طاولة مجلس الوزراء، قبل أكثر من عشرة أعوام، كما بعثت وزارة الشؤون البلدية والقروية عددًا من البرقيات للمقام السامي تطالب فيها بسرعة تخليص تنظيم هذا النشاط، مع ذلك وإلى اليوم لم يصدر أي تنظيم فيما يخص محلات التجميل، وهذا فتح الأبواب داخل هذه المحلات بالتلاعب بداية من الأسعار التي تتفاوت من محل لآخر دون رقيب، مرورًا بجودة الخدمات المقدمة ونظافتها وتعقيمها، ومن المعروف أنّ التهاون في هذا الجانب يجعل الإنسان عرضة لانتقال الأمراض، مثل أدوات المانكير والباديكير وغيرها، بالإضافة إلى مواعيد الدوام غير الموحّدة والتي تخضع لمزاج صاحبة المحل، وهناك محلات تفتح من الصباح الباكر إلى منتصف الليل، في انتهاك واضح وصريح لحقوق العاملات في تحديد ساعات الدوام والتي من المفترض ألاّ تزيد على ثماني ساعات، والعاملة المسكينة تلتزم الصمت لأنها “محتاجة” ولو ناقشت في هذا الجانب فيكون مصيرها الترحيل!

مع كثرة هذه المحلات لا بد من إيجاد جهات قانونية تلجأ لها العاملة في حال تم انتهاك أيّ حق من حقوقها، ولا بد من إيجاد ضوابط وأنظمة من بينها خاصية التبليغ في حال تم اكتشاف قصور في النظافة أو زيادة في الأسعار .. أيضاً لا بد من تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية وتسمية هذه المحلات بصالونات أو مراكز تجميل، لأنها تزاول مهنة التجميل لا الخياطة لتسمّى مشغل!

www.salmogren.net

مقالات أخرى للكاتب