Friday 20/12/2013 Issue 15058 الجمعة 17 صفر 1435 العدد
20-12-2013

حلمت في قطر وأيقظني قرار في الرياض

كلمة وفاء، تسكن الوجدان شعرا. وفي القلب لها إيقاع.. وتبقى في العقل ذكرى لا يمحوها الزمن خصوصا للأحياء كما أن للأموات فيها تكريم.

كنت قبل أيام في ضيافة مناسبة أقامتها الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، بدعوة من الفنان يوسف السادة رئيس الجمعية، حملت تلك المناسبة عبارة (لمسة وفاء) أقيم فيها معرض تحت عنوان «مؤسسو الحركة التشكيلية في قطر» جمعت سبعة عشر مبدعا قليل منهم فارق الحياة الدنيا إلى دار البقاء والأكثرية لا زالوا يعطون ويساهمون ويأخذون بيد الجمعية وبأيدي منسوبيها من الأجيال الجديدة.

ما أود الوقوف عنده هو المقر الذي يحتضن التشكيليين القطريين، مقر كاد أن يدفعني للحسرة لولا أن المقر في قطر كما هو في أي بلد خليجي خاصة أو عربي على وجه العموم.

الحسرة هنا تأتي مدفوعة بسبب تمثل في افتقار جمعيتنا السعودية لمثل هذه المقرات، أحسست بالغبطة أو الحسد المحمود.. الذي تتمنى فيه ما لدى الغير دون زواله عنهم، إحساسا يشوبه الكثير من الألم أن لا أرى للفنانين التشكيليين في وطني مثل هذا الاهتمام الذي يحظى به التشكيليون هناك وفي كل بلاد وطننا العربي، مع ما أحمله من أمل في المستقبل لأجيال هذا الفن الكثيرين من الجنسين بأعداد أضعاف أعداد الفنانين في تلك الدول الشقيقة.

لقد شاهدت ما يجعلني أعيش لحظات من الخيال والتخيل يستفزني ما يوقظني منها، لحظات تنقلني إلى الحلم الكبير وأنا في مقر الجمعية القطرية أنني في مقر للجمعية السعودية.. رغم أن عمرها لا زال في نسبة لا تذكر من أعمار تلك الجمعيات، لقناعتي أن لدينا من الدعم ما ينشئ في كل منطقة مقر.

نعم حلم لشخص قد لا تسمح بقية أيام عمره اللحاق بتطبيقه لكنه أمل لشبابنا التشكيليين، أمل ليس صعب التحقيق إذا وجد مسئولين لديهم القناعة بالفنون، ولديهم بعد نظر تجاه مستقبل الأجيال القادمة التي تتنوع فيها الرغبات والمواهب، أجيال تحتاج إلى لفهم كيفية التخطيط باستباق أعمارهم بتهيئة سبل بنائهم البناء الصحيح، ابتداء من المكان وهو الأصل، فواقع دون استقرار لا يمكن أن يمنح المبدعين فضاء مليء بأكسجين العطاء في كل التخصصات ومنها الفنون أقدم وأجمل أدوات التعبير.

حلم لم يوقظني منه سوى قرار كاد أن يخلي الجمعية السعودية من مقرها الذي ولدت فيه وبدأت تتلمس خطواتها من خلاله، بهذا القرار أيقنت أن لا زال في مجتمعنا من هو بعيد كل البعد عن الذوق وتقدير عطاء أبناء الوطن.

monif.art@msn.com

فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب