Friday 20/12/2013 Issue 15058 الجمعة 17 صفر 1435 العدد
20-12-2013

أصل كل شر وفتنة

البدع واتباع الهوى أصل كل شر وفتنة بهما ضل كثير من الناس الطريق الأقوم، وأزاغتهم البدع عن الصراط المستقيم، وبسبب ذلك وقعوا في الخروج عن هدي الكتاب والسنة.

قال ابن القيم: (البدع واتباع الهوى هما أصل كل شر وفتنة وبلاء، وبهما كُذبت الرسل وعُصي الرب، ودُخِلت النار وحلت العقوبات، فالأول من جهة الشبهات، والثاني من جهة الشهوات، ولهذا كان السلف يقولون : احذروا من الناس صنفين: صاحب هوى فتنه هواه، وصاحب دنيا أعجبته دنياه، وكانوا يقولون: احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون، فهذا يشبه المغضوب عليهم الذين يعلمون الحق ويعملون بخلافه، وهذا يشبه الضالين الذين يعملون بغير علم). [إعلام الموقعين 2/255].

وما ظهرت البدع وراجت بين الناس وظهر الفساد في المجتمعات، وفشت فيها المعاصي والمنكرات إلا من تقديم اتباع الهوى على محبة الله، وتقديم مرادات النفس على أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، كما أن البدع واتباع الهوى سبب لوقوع الخلاف المذموم بين الناس حتى يصيروا شيعاً وأحزاباً متفرقين، لا ينتظم شملهم ولا تتوحد كلمتهم، وهذا فيه خطر عظيم على الأمة.

وأخطر ما يكون التفرق إذا صدر عن علم وقصد سيئ، لأن العلم بالحق يقتضي الاتفاق عليه والاجتماع حوله، ونبذ النزاع والخصام وكثرة الاختلاف.

فلا أحد أظلم ممن اتبع هواه وسار في ركاب البدع واستبد برأيه بغير هدى من الله ولا يحصل للعبد كمال ولا رفعة ولا عز ولا تمكين إلا باتباع الدليل ومحبة الحق والدعوة إليه وكراهة الباطل والتحذير منه {وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا}.

- وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

مقالات أخرى للكاتب