Friday 20/12/2013 Issue 15058 الجمعة 17 صفر 1435 العدد
20-12-2013

النعناع و(تمزيق المعاملات)!

أتعس المدرسين عندما كنا طلاباً، كان ذلك المدرس العصبي الذي لا يتسع خاطرة لنا ولبراءتنا، وكانت أصعب لحظة تمر على أي منا هي تمزيق ورقة إجابته في الامتحان أمام عينيه دون حول منه ولا قوة، أو (شلع) الواجب من الدفتر، يقلب الطالب المسكين عينيه وقد أغرورقت بالدموع، تماماً كما يحدث من تمزيق معاملات بعض المواطنين في (المسلسلات المصرية) عندما يتفرعن عليهم الموظف!

هناك من هؤلاء المدرسين من ندعو له للين جانبه وإخلاصه وتفانيه في مهمته، ومنهم من ما زلنا ندعو عليه بسبب الرعب والغطرسة التي يعاملنا بها رغم أننا لم نجبره على تدريسنا فهو يتقاضى راتباً على ذلك من الدولة؟!

طبعاً ليس كل المدرسين يحسنون فن التعامل مع تكدس 40 طالباً في الفصل، ولكن قلة منهم كانوا يتعاملون معنا بشراسة وفوقية، وإذا لم تخني الذاكرة فإن منهم من كان لا يحب الشمس، ولا حتى الكتابة بالطباشور، كي لا تتسخ يده، ومنهم من يهتم بهندامه و(كي ملابسه) حتى لا تتعفط، فيما بعد اكتشفنا أن بريق الملابس كان بفعل بخاخ (النشأ) خصوصاً للغترة البيضاء..!

قد يكون للبيئة الصحراوية التي عشنا فيها دور في هذا السلوك القاسي نوعاً ما، ولكن لماذا لم يتأثر إلا هؤلاء؟! بينما بقية المعلمين من ذات البيئة (جانبهم لين)؟!

عموماً أقترح على (معالي أمين مدينة الرياض) - وفّقه الله ورزقه سعة الصدر- أن يفكر في زيادة الحدائق والمسطحات الخضراء في العاصمة قدر الإمكان، للاستفادة من دراسات قام بها باحثون (ألمان) هذا الأسبوع، أكَّدوا أن مدينة مثل (هامبورغ) ترتفع درجة حرارتها بمعدل ثلاث درجات عن معدل البيئة المحيطة بسبب الخرسانة والطرق المعبدة، وهذا له تأثير بالطبع على مزاج السكان... إلخ!

نحن يا معالي الأمين نحتاج مساحات خضراء أكثر من الموجود، حتى نتنفس الحياة أكثر، نحتاج أن نشاهد الورد عند الإشارة ليبعث فينا الأمل والتفاؤل، نحتاج حدائق في كل (حي) إن أمكن ذلك؟!

أخيراً أرجو أن يتسع صدر معاليكم لطلب خاص (للداعي لكم) بإرسال (شتلتين) شجر زينة طبيعي لمكتبي، لأني أشعر بضيق خلق وعصبية عند استقبال الزائرين، لعل ذلك أن يعدل مزاجي وتكسبوا أجري!

نسيت أن أخبركم بأنه كان في فناء مدرستنا (نعناع وحبق) يرتشف منه المدرسون في الفسحة يومياً، لتهدئة أعصابهم!

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب