Sunday 22/12/2013 Issue 15060 الأحد 19 صفر 1435 العدد
22-12-2013

إيران: الاستسلام الفوري أو قبول الحرب..!

عاد الوفد الإيراني لاستئناف المفاوضات مع مجموعة 5+1 في جنيف بعدما ترك المفاوضات الأسبوع الماضي، بسبب المصادقة على عقوبات أميركية جديدة، طالت 19 من المسؤولين والشركات الإيرانية.

التنازلات الإيرانية للغرب هي بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها، وما حدث في الاتفاق هو تخفيف جزئي ومحدود لحين الوصول إلى اتفاق نهائي تسلم بموجبه طهران مفاعلاتها النووية للوصاية الغربية.

القصة كالعادة اقتصادية والعقوبات كان يمكن أن تتسبب في إسقاط النظام الحالي الذي يعاني من اختناقات كبيرة. لكن الاتفاق المبدئي أنقذ النظام.

والتصريحات التي نشرت عن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني أكبر رفسنجاني ، تأتي لتؤكد أن طهران وبتوقيعها لاتفاق النووي مع الغرب بعد أن عملت على تطوير برنامج لمدة 10 سنوات، وجوعت شعبها، وحاصرها المجتمع الدولي اقتصادياً، وأنفقت مليارات الدولارات من ثروتها، أنها بالفعل سلَّمت واستسلمت.. ورضخت للغرب و(الشيطان الأكبر)، لتخفيف محدود للعقوبات التي أنهكتها مقابل هذا الاتفاق المبدئي، الذي يضعها تحت مراقبة دقيقة. فقد قال رفسنجاني بوضوح “إن إيران كانت قبل الاتفاق مع القوى العظمى أمام خيارين، الحرب أو الاستسلام بسبب أداء الحكومة السابقة”.

وأكد رفسنجاني أن أداء حكومة نجاد كان غير متزن، وكان البلد أمام خيار الاستسلام الفوري أو قبول الحرب، خلافاً للشعارات التي وصفوا من خلالها المقاطعات الاقتصادية بالأوراق الممزقة - بحسب وصف الثوري أحمدي نجاد، الذي قال عن المقاطعات الدولية التي تضمنت حظراً اقتصاديا على إيران بأنها “أوراق ممزقة”، وأكد أنها لن تثني إرادة بلاده من مواصلة المشروع النووي..!

إلا أن بلاده وجدت نفسها اليوم أمام وضع سيئ - الحرب أو الاستسلام -، وكان خيار الرضوخ لشروط الغرب بمثابة التنفس الاقتصادي للنظام للبقاء. أي الاستسلام أمام ضغط اقتصادي كاد يفقد النظام المتورط في أكثر من معركة وأزمة خارجية توازنه وبالتالي سقوطه!

رفسنجاني نفسه قال: “العالم أدرك تغيير توجه الشعب الإيراني وحرصه على عدم الانصياع أمام الشعارات الواهية والإغراءات... إنهم خاضوا المفاوضات معنا بشكل جاد على هذا الأساس” - يقصد الغرب -.

هذا الاعتراف المباشر والصريح يؤكد أن البرنامج النووي الإيراني المزعوم أصبح تحت وصاية الغرب، وكل الشعارات من مقاومة وزيف قد سقطت، تلك آخر أوراق التوت!

إلا أن الصفقة - وكما ذكرت سابقاً - لم يحن وقتها بعد، نحن فقط أمام اتفاق مبدئي عمره 6 أشهر فقط، الهدف منه اختبار نوايا إيران ومتابعة سلوكها، عبر هذا الاتفاق النووي مع الغرب (5+1).

ولم يحدد موعد لدخول الاتفاق بين القوى العالمية الست وإيران حيز التنفيذ ، فقد واجهت محادثات تطبيقه مشكلة الأسبوع الماضي، بعد أن وسّعت الولايات المتحدة عقوباتها على الجمهورية الإسلامية.

والاتفاق الذي قد يعتبره البعض أيضاً - إنقاذاً لطهران من أزماتها الداخلية والتزاماتها الثورية العسكرية الخارجية في سوريا واليمن والعراق، ويقضي بأن تعلق إيران أكثر أنشطتها النووية حساسية، مقابل تخفيف بعض القيود الاقتصادية الأميركية والأوروبية كخطوة أولى نحو التوصل إلى تسوية شاملة..

ستكون محادثات معقدة فنياً وسياسياً، ومرة أخرى الصفقة لم تتم، إلا أن طهران اعترفت أنها اختارت “ الاستسلام الفوري على قبول الحرب مع الغرب... فالنمر الإيراني أكد أنه نمر من ورق، وأن الشعارات هي فقط لاستهلاك العرب!

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب