Wednesday 25/12/2013 Issue 15063 الاربعاء 22 صفر 1435 العدد
25-12-2013

العازف الفردي في المؤسسات الفردية

1 - تدور غالبية المؤسسات الفردية بالكامل حول مالكها ولذلك فهي تنتهي بنهايته لأنه يلعب كل الأدوار فيها.. فهو صاحب العمل وهو العلامة التجارية والمسوّق والإداري والمفاوض والمشتري والبائع وأمين الصندوق والخازن والسكرتير والمراسل..

كل شيء تقريباً.

2 - كل المؤسسات الفردية تقدّم خدمة وحيدة هي (خبرة) صاحب المؤسسة..

وبضاعته منتج وحيد هي خدماته..

فالمؤسسة الفردية تقوم على تقديم خدمة مبنية على خبرة مهنية أو استشارية أو قانونية أو إبداعية أو طبية أو هندسية أو محاسبية أو ترفيهية أو غيرها كثير.

3 - في الغرب يُسمى صاحب المؤسسة الفردية «بالعازف الفردي»..

فكل الأدوار تعتمد عليه وعلى مهاراته وعلاقاته وصِلاته وتحليلاته وتشخيصه التي تصب في النهاية في نوعية مقترحاته وآرائه وتوصياته وقراراته.

4 - يقع أصحاب المؤسسات الفردية عادة في مآزق مهنية لعل أوضحها أنه يريد أن يحصد قبل أن يزرع..

فهو يبحث عن المزيد من العملاء قبل أن ينهي خدمة من هم بين يديه..

ويريد أن يزيد أرباحه بتوسيع نطاق أعماله دون أن يحدد كيفية ذلك وهو عازف منفرد..

كما يقعون ضحية غريزتهم البشرية وهي حب الذات أولاً ودائماً..

فيقدم نفسه أولاً لعملائه..

ويتباهى بخبراته ونجاحاته وخدماته وينسى أنه أتى لخدمة العميل أولاً لا التباهي عليه..

ويحيد عن الموضوع من حيث لا يدري فلا يعود العميل وطريقة خدمته هي محور اللقاء، بل الثناء على النفس وإبراز المنجزات..

لهذا يفشل كثير منهم في مهامهم التسويقية..

ثم يتساءلون بدهشة: لماذا؟!

5 - بخلاف الشركات فالمؤسسات الفردية لا بد أن تقدم نفسها للعملاء بشكل فردي..

مما يعني أعباء إضافية على العازف الفردي مثل تقديم استشارات أو خدمات مجانية تظهر قدراته وإمكاناته أيضاً المشاركة في المجلات المتخصصة وفي ورش العمل المهنية والحضور الفاعل في الوسط الذي ينشط فيه..

ومن ذلك أداء الواجبات الاجتماعية والتواصل في المناسبات العامة.

6 - صاحب المؤسسة الفردية تكون قاعدته في العمل واختيار العملاء قائمة على مبدأ: (أي عمل وأي شخص طالما هو قادر على الدفع) وهذه أحد أهم المآزق التي يقع فيها العازف المنفرد..

فخدمة أي شخص في أي موضوع طالما يدر دخلاً يقلّل من قيمة العازف المنفرد وتصبح بضاعته مزجاه جاهزة للبس والاستعمال من أي أحد..

كما يقلّل من قيمة الخدمة التي يقدّمها بخلاف المتخصص الذي ترتفع قيمته كلما زاد تخصصه..

وهذه وسيلة مهمة لجذب النخب لطلب خدماته..

فيرتقي أداؤه ويزيد دخله ويكون أكثر تفاعلاً وتركيزاً مع عملائه.

مقالات أخرى للكاتب