Saturday 28/12/2013 Issue 15066 السبت 25 صفر 1435 العدد
28-12-2013

العنوسة قد تشمل الرجل وليس المرأة وحدها

لم تعد العنوسة وقفاً على النساء وحدهن، بل أيضاً الرجال أصبحوا يتصفون بهذا اللقب ويهرب الرجال من الزواج في أول العمر خوفاً من المغالاة في المهور ومن مطالب الحياة رغم أن الكثير من الجمعيات تعمل على تزويج الشباب في أفراح جماعية لكن أغلب الشباب لا يفضّل هذا الزواج ويريد أن يكون زواجه منفرداً كغيره خوفاً من الانتقادات التي قد توجه له وربما أيضاً بعض الأسر لا تفضّل ذلك، لذا فالكثير من الشباب يحجم عن الزواج حتى يفوته سن الزواج ويتعدى الأربعين من عمره فتصبح الخيارات أمامه قليلة ومحدودة وقد يلجأ إلى الزواج من غير جنسيته سواء من الداخل أو الخارج، وكما هو معروف فإن تكوين الأسرة يتطلب الأمر رجل وامرأة لتكوين الأسرة التي هي اللبنة الأولى في المجتمع والتكاثر في النسل يجعل المجتمع قوياً متماسكاً أما العزوف عن الزواج من قِبل الرجل حتى يكون حراً في تنقلاته وتصرفاته ومصروفاته فلا يتحمّل تكاليف الزواج وتكاليف الحياة، فهو من الأمور التي تضر المجتمع وتحد من نشاطه لأن المجتمع بحاجة إلى الأسرة المتماسكة لتعاضد المجتمع وتساهم في تنميته وتطوره.

والبعض يفضّل أن تكون الزوجة عاملة لكي تساعده على تحمّل أعباء الحياة ولكن المرأة تفضّل أن لا تساهم في تكاليف الحياة وبالتالي تموت الفكرة في مهدها فالكل يعطيه هذا التصوّر المبدئي أن المرأة لا ولن تساهم في تكاليف الحياة فيحجم عن الزواج.

والمفروض أن يكون هناك تكاتف بين المرأة والرجل حتى يقبل الرجال على الزواج وفي بعض المجتمعات يتقاسم الرجل والمرأة تأثيث المنزل ومن ثم يتقاسمون تكاليف الحياة فيما بعد حتى تستقيم أمورهما وحياتهما ويستطيعان تكوين الأسرة التي تتكون من أفرادها ذكوراً وإناثاً.

وعنوسة الرجل تختلف عن عنوسة المرأة؛ فالمرأة تكون مجبرة على أن تصبح عانساً بسبب اهتمامها بدراستها أو لرفضها الزواج بمن هو أقل منها أو لأنها تعول أهلها أو ترعاهم لكبر سن والديها ولا يوجد من يرعاهما إلا الله ثم هي، أما الرجل فيمتنع عن الزواج باختياره ولأسباب مادية بحتة.

وقد حدثت تغيُّرات في المجتمع فقديماً كانت البنت لابن عمها أو ابن خالها أو من هم في حكمهما من أبناء العائلة الكبيرة أما الآن فقد تغيّر الوضع فابن العائلة يذهب ويخطب من بعيد غير عابئ ببنات العائلة، بل ربما يذهب للخارج ليتزوّج ويهرب من تكاليف الزواج التي ارتفعت كثيراً في الآونة الأخيرة بتكاليف ما أنزل الله بها من سلطان قد تتخطى المائة ألف من مهر وقصر أفراح ووليمة.

وتأخر سن الزواج يضر بالفتيات ولكنه لا يضر بالشباب ويتصوّر الشاب أنه حتى لو بلغ الأربعين فهو أيضاً بالنسبة له يعتبر سن العنوسة فسوف تفتح له الأبواب إذا طلب الزواج ولكن الآن أصبح لدى الفتيات مقاييس لزوج المستقبل فهي لا تريد رجلاً تعدى مرحلة الشباب وعندها قد ترفض معظم الفتيات إلا إن كانت هي أيضاً قد تعدت مرحلة الشباب وأصبحت في حكم العانس.

إنها معادلة غريبة يحتاج كل شاب لحلها بالطريقة التي تناسبه فالبعض ينظر للزواج على أنه ضرورة ووجاه والبعض ينظر للزواج على أنه مجرد مشاركة في الإنجاب وتكوين الأسرة والبعض ينظر إليه على أنه شر لا بد منه وفي كل الأحوال حل المعادلة يتطلب مساهمة الأهل فمنهم من يسعده الحظ بأن تساعده أسرته ومنهم من يعتمد على نفسه ويوفّقه الله.

ويجب التوسع في الأعراس الجماعية لمساعدة الشباب على الزواج كما يجب الحد من الزواج من الخارج للمساهمة في جذب الشباب إلى بنات وطنهم وأيضاً جذبهم إلى أرض الواقع بعيداً عن التحليق في آفاق القنوات الفضائية وما فيها من نساء متبرجات قد يفضّل بعض الشباب الارتباط بمن هن على شاكلتهن مغتراً بما على وجوههن وأجسامهن من مساحيق ولو قدر له أن يراهن على وضعهن الطبيعي قد يعزف عن الارتباط بمن هن على شاكلتهن.

فما أجمل من الجمال الطبيعي الذي تراه على الواقع والأجمل من ذلك أنها بنت بلدك تربطك بها روابط أهمها رابط الدين والأسرة والمجتمع.

- عضو هيئة الصحفيين السعوديين

مقالات أخرى للكاتب